هكذا اقتنت أسترالية زرابي بـ”30 مليون”.. شهادات مثيرة لسائحات تعرضن لـ”الخداع” في محلات فاس العتيقة

“المغرب جميل ولديه الكثير ليقدمه.. رحلة جميلة أضاعها أشخاص جشعون وبدون قيم”، هكذا ختمت سائحة أسترالية قصتها مع محل لـ”بيع الزرابي” بفاس العتيقة، في رحلة تعود إلى سنة 2015.

حكاية عادت من جديد إلى الواجهة في خضم الجدل الذي تفجر بعد اتهام سائحة أمريكية لمرشد سياحي، انتحل صفة أستاذ جامعي لـ”النصب” عليها في قضية شراع زربية بثمن جد مرتفع.

السائحة الأسترالية، قالت إنها توجهت للسياحة في المغرب بعد حصولها على التقاعد، وجزء مهم مما جمعته لسنوات من الكد والتعب، ذهب في اقتناء زرابي بأثمنة باهظة، بعدما تم الإيقاع بها من قبل مرشد السياحي والبائع، حسب تعبيرها.

السائحة قالت إنه تم فصلها عن بقية مجموعتها، وجرى نقلها إلى غرفة صغيرة، حيث تم الضغط عليها و”إحراجها” لشراء زربية لم تكن لديها أصلا النية لاقتنائها. وأوردت بأنها وثقت في المرشد ودفعت 48 ألف دولار أسترالي (30 مليون سنتيم تقريبا)، من أجل اقتناء ثلاثة زرابي، مع التأكيد على قدرتها على تحقيق ربح إذا اختارت إعادة بيعها في أستراليا، خاصة وأنها تورد بأن البائع والمرشد وعداها بأن يقدم لها معلومات تخص فضاء للبيع في بلدها. لكن ذلك كان مجرد خدعة.

“لقد ذهبت أموال التقاعد التي كسبتها بشق الأنفس، وما زالت تلك الزرابي في منزلنا غير مستعملة”. سياحا آخرين تم خداعهم تقريبا بنفس الطريقة.

وفي الوقت الذي تشير فيه الحكومة إلى أنها تبذل مجهودات للرفع من انتعاشة السياحة، بما يمكن من الرفع من العائدات وبالعملة الصعبة، وخلق فرص الشغل، وتنمية قطاعات أخرى مرتبطة بالسياحة، فإن قضايا “النصب” التي يتعرض لها السياح تستدعي تدابير حازمة من قبل الجهات الوصية، خاصة وأن المشتغلين في المجال يوردون بأن بعض المتورطين في هذه العمليات تمكنوا في ظرف وجيز من مراكمة ثروات توصف بالخيالية.

و”يبدع” المتورطون في هذه العمليات حسب عدد من شهادات السياح الذين تعرضوا لـ”الخداع”، الكثير من القصص الإنسانية لكي يبيعوا الوهم لهذه الفئة، وليواصلوا إلحاق الأضرار الكبيرة بسمعة المغرب السياحية، دون أدنى اكتراث، وهو ما توضحه أكثر قصة سائحة أخرى نشرت تجربة المريرة حول تعريضها لـ”النصب” من قبل نفس المحل بفاس العتيقة.

الأحداث تعود إلى ماي من سنة 2016، وبالنسبة للسائحة، فإن هذه الجولة لفاس، كانت رائعة، باستثناء زيارتها لنفس المحل في القصة السابقة. المرشد السياحي أخذ الوفد السياحي إلى هذا المحل، وتحدث لأعضاء الوفد على أن الأمر يتعلق بتعاونية لبيع السجاد، وهذه التعاونيات في خدمة نساء فقيرات.

وقالت إنها اشترت زربيتين تحت “الضغط والإجبار”. والمرشد أوهمها بدورها بأنها يمكنها أن تعيد بيعهما بمقابل يصل إلى 4 أضعاف ثمنها. ووعدها البائع بأنه سيمكنها من اسم محل للمزادات في أستراليا، لكن الأمر يتعلق بـ”خداع”، وكل المتدخلين يلعبون أدوارهم بشكل جيد في هذه العملية. “لم يسمحوا لي بالتحدث مع أي شخص وأبقونا معزولين!”، والغرض بكل تأكيد هو إنجاح العملية.

“لا تتحدثي عن ثمن الشراء مع أحد، لأننا قدمنا لك ثمنا أقل من الآخرين، حتى لا نتعرض للإحراج”، خدعة أخرى كشفت عنها السائحة، في سياق محاولة إقناعها باقتناء الزرابي، قبل أن تدعوا لتجنب الثقة في المرشدين السياحيين والابتعاد نهائيا عن محل الزرابي الذي قدمت اسمه.

توابل دعم الفئات البسيطة، خاصة منها النساء الفقيرات وفتيات جبال الأطلس، والجولات المجانية في الدروب والأزقة، مع الحرص على التركيز على زيارات محلات بعينها، والتفنن في تسويق المنتوج بأغلى الأسعار، والاستقبال الرائع في المنازل وزيارة الأهل، كلها تتفق الشهادات التي اطلعت عليها “الديار” على أنها تشكل مداخل أساسية لـ”النصب” على السياح من قبل أشخاص لا تتردد القصص في وصفهم بالمخادعين والجشعين، والذين يفتقدون لأدنى القيم.

يشار إلى أن التحقيق الذي باشرته مصالح وزارة السياحة ووزارة الداخلية، بعد فضح عملية “نصب” على أمريكية، أسفر، إلى حد الآن، عن سحب الطاقة المهنية من المرشد السياحي المعني، في انتظار استكمال التحقيقات.

ونشرت جريدة “الديار” أمس الثلاثاء حكاية أمريكيين تعرضوا للنصب بفاس العتيقة.