فضيحة بيع زربية لأمريكية بـ45 مليون.. “السياحة” و”الداخلية” تدخلان على الخط وهذا أول قرار

في تطور لافت في ملف القضية التي تفجرت في قطاع السياحة بفاس والتي تخص اتهام مرشد سياحي بالمدينة بالنصب على سائحة قُدمت على أنها تنتمي إلى جهاز المخابرات الأمريكية، قالت مصادر إن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قررت كإجراء وصف بالاحترازي، سحب البطاقة المهنية مؤقتا من المرشد المعني بهذا الاتهام، وذلك إلى حين انتهاء التحقيق الذي تباشره مصالح الوزارة بتنسيق مع وزارة الداخلية في هذه النازلة التي اعتبرت على أنها ضربة موجعة للقطاع الذي يعرف انتعاشة كبيرة في الآونة الأخيرة.

مصادر جريدة “الديار” أوردت، في المقابل، أن السائحة الأمريكية لا علاقة لها بأي جهاز مخابرات أمريكية، وسجلت، في هذا السياق، بأن الأمر يتعلق بسائحة أمريكية “عادية”. لكن الصفات، في هذه النازلة لا تهم، بقدر ما تهم الوقائع التي ارتبط بهذا الملف، لأن صحتها من شأن يضر بسمعة قطاع قرر في الآونة الأخيرة الانفتاح على أسواق جديدة، في إطار التنويع، ومنها السوق الأمريكية، ومن غير المقبول، أن يرتبط هذا الانفتاح بممارسات مخلة تسيء على سمعة المغرب.

وحول المرشد السياحي المعني، أفادت المصادر بأن الأمر يتعلق بمرشد معروف في المدينة العتيقة لفاس. وإلى جانب كونه يتوفر على البطاقة المهنية التي تخول له ممارسة الإرشاد السياحي، فإنه يملك رياضا في فاس العتيقة. ويستقبل أفواجا من السياح يفدون على المدينة.

وبحسب المعطيات ذاتها، فإن المرشد استقبل السائحة التي قدمت نفسها في هذه النازلة على أنها ضحية، في الرياض. ورافقها في جولة في المدينة انتهت بها إلى محل لبيع الزرابي بدوره يعتبر من المحلات المعروفة، وهو في ملكية أحد أفراد أسرة معروفة أيضا بأنها تستثمر في المجال.

وانتهت هذه الزيارة باقتناء السائحة الأمريكية لزربية من المحل بثمن ضخم بلغ 45 مليون سنتيم، بعدما وصفت لها الزربية على أنها منتوج تقليدي بمواصفات خاصة. لكن الصدمة كانت بالنسبة لها كبيرة، عندما تبين لها، بعد العودة على أمريكا بأن المواصفات التي اقتنت بها الزربية لم تكن صحيحة. وقررت أن تنقل قضيتها للرأي العام.

ومن الصادم أنها، قادت حملة كبيرة من شأنها أن تسيء إلى سمعة المغرب السياحية في عدد من المنصات المتخصصة. وحظيت قضيتها باهتمام كبير، ما استدعى من وزارة السياحة التدخل لمباشرة التحقيقات اللازمة.

وبالإضافة إلى قضية السائحة الأمريكية، حصلت جريدة “الديار” على تفاصيل عمليات”نصب” تعرض لها سياح من طرف نفس الأشخاص ونفس المحلات، ستنشرها في مقال لاحق.