“الديار” تنقل قصص تعرض أمريكيين لـ”النصب” بفاس العتيقة.. “شبكات بلا ضمير” توجه ضربات موجعة للسياحة بالمغرب

معطيات صادمة تلك نشرتها السائحة الأمريكية، التي فجرت قضية نصب تعرضت لها من قبل مرشد سياحي في فاس العتيقة، والتي كانت السبب وراء فتح تحقيق في النازلة أسفر مؤقتا عن سحب البطاقة المهنية من المعني.

فقد قالت السائحة إنها قد حلت برفقة صديقات لها بفاس العتيقة في رحلة إلى المغرب، ونزلت في أحد الرياضات، لكن النهاية لم تكن فقط مأساوية بالنسبة لها. فقد كانت موجعة بالنسبة لسمعة المغرب، ولمختلف العاملين في القطاع. لكن القصة التي تتحدث عن النصب وتتهم نفس المحل ليست الوحيدة، و”الضحية” مرة أخرى أمريكي وزوجته.

السائحة، رغم ما تعرضت لها، حرصت على أن تشيد بخدمات العاملين في هذا الرياض. وذكرت بأن بداية المأساة، كانت مع سيدة قدمتها على أنها مسيرة الرياض، والتي اقترحت عليها رفقة صديقاتها، جولة مجانية، سيقوم بها أستاذ جامعي يتلقى راتبه من الدولة. هذا الشخص المثير ليس في الحقيقة أستاذا جامعيا. الأمر كله يندرج في إطار عملية نصب محبوكة، حسب ما أوردته هذه السائحة.

الجولة استغرقت الكثير من الوقت. ساعات طويلة. ولم تكن جولة سياحية، لأن الشخص الذي انتحل صفة الأستاذ الجامعي، وظهر بأسماء مختلفة، ركز، خلال هذه الخرجة، على محلات الحرفيين ومحلات بيع المنتوجات التقليدية. وبعد هذه الرحلة، اقتنت السائحات الأمريكيات الكثير من الزرابي.

أما عن الزربية المثيرة للجدل، فإن السائحة تورد بأن صاحب المحل قد أخبرهن بأنها برعاية حكومية، وبأن إنتاجها يعود لفتيات أمازيغيات من جبال الأطلس. وقد أخبر السائحة بأن نسبة كبيرة من الثمن الذي تباع به الزربية يذهب مباشرة لهذه الفتيات. وأوردت السائحة أن النسبة حددها في 95 في المائة.

وعندما انتهت الجولة بشراء الزرابي، تم التوجه نحو مكتب الإرساليات، لبعث الزرابي إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لكن في اليوم الموالي، حدثت الصدمة. فقد تلقت السائحة الأمريكية مكالمة واتساب من قبل شخص لم تكن تعرفه يخبرها بأن الثمن الذي اقتنت به الزريبة باهض جدا (45 مليون سنتيم)، وبأنه أكثر من القيمة الحقيقة لهذا المنتوج.

السائحة كتبت بأنها عندما طلبت من مسيرة الرياض أن تمدها بالوثائق التي تثبت هوية الأستاذ الجامعي تهربت من تلبية الطلب، وتبين لـ”الضحية” بأن المعني كان يقدم نفسه بهويات مختلفة، كما تبين لها بأن مسيرة الرياض متورطة بدورها في هذه القضية، حسب تعبيرها، رغم أن هذه الأخيرة حاولت أن تؤكد لها بأن الأستاذ الجامعي لا علاقة له بقضية الزرابي، ووعدتها بإيجاد حل لقضية الزربية ذات الثمن الباهض. القصة انتهت بسوء فهم كبير بين الطرفين، ورحلت السائحة وهي تتجرع مرارة نصب تؤكد بأنها ذهبت ضحيته من قبل ما أسمته بـ”الشبكة” الذي يضم “الأستاذ الجامعي” وصاحب محل الزربية ومسيرة الرياض.

جانب من القصة/الشوهة التي نشرتها السائحة الأمريكية بموقع عالمي

قصة السائحة الأمريكية يظهر من خلال المعطيات أن أطوارها تعود إلى شهر ماي الماضي. أما القصة الثانية، التي حصلت عليها جريدة “الديار”، تتضمن بدورها معطيات مرعبة حول طرق التعامل مع السياح، فهي تعود إلى شهر أبريل الماضي ومن طرف نفس الأشخاص.

فقد حكى سائح أمريكي، أيضا، بأنه تعرض برفقة زوجته لـ”خداع” من قبل صاحب رياضات معروف، وصاحب بازار معروف أيضا، وذلك إلى جانب شخصين آخرين. بالنسبة لهذا السائح، فهؤلاء الأشخاص، “بلا ضمير وخطيرون للغاية”، وأحدهم، في محاولة لنيل الثقة، ربما، قدم نفسه على أنه “أمريكي مغربي ثري”.

الصدمة وصلت بالسائح الأمريكي إلى إطلاق أحكام قاسية على المغرب والمغاربة، قائلا: ” أنا أفهم أنه في المغرب قد يكون العمل كالمعتاد … لكن في هذا البلد (في إشارة إلى أمريكا) هو احتيال ونطلق عليه جريمة”.

السائح وصف العملية بدقة، حيث أورد بأن أحدهم استقبلهم، واعتنى بهم، ودعاهم معهم إلى منزله، وتناولوا العشاء، وقابلوا أسرته. بعد ذلك عرفهم على صديقه “المغربي الأمريكي الثري” من فلوريدا.  وظهر الثري بأنه يشتري بدوره لتجهيز منزله. ورأى السائح عملية الاقتناء تتم بشكل عادي، قبل أن تتم دعوته من طرف “الثري” لمساعدته على اقتناء سجادات أخرى، لأن المتجر لا يسمح سوى باقتناء 10 زرابي كحد أقصى. هل عالج صاحب المحل عمليات الشراء؟ السائح الأمريكي يجيب بالنفي. “أنا أعلم الآن أنهم لم يفعلوا ذلك وتظاهروا فقط بفعل ذلك لكسب الثقة”.

السائح لم يقف عند هذا الحد، فقد وصل إلى تحديد هوية الأشخاص الذين يقفون وراء هذه العملية، كشف عنهم بالأسماء ونشر صورة “المرشد” الذي وصفه بـ”النصاب”، وفق تعبيره. وما زاد الطيب بلة، هو أن الزربية التي اشتراها السائح، لم تكن هي التي سلمت له في حزمة.

فضائح النصب على السياح في فاس العتيقة لا تتوقف عند الحالتين أعلاه، بل حصلت جريدة “الديار” على حكايات نصب واحتيال أخرى، ننشرها لاحقا، أبطالها يوجهون ضربات موجعة للسياحة بمدينة فاس خصوصا والمغرب بصفة عامة.

هذا وسبق لجريدة “الديار” أن اشارت إلى فتح المصالح التابعة لكل من وزارة السياحة ووزارة الداخلية تحقيق في هذه القضية، وقد أسفرت، لحد الآن، عن سحب مؤقت لبطاقة المرشد السياحي. لكن تعميق الأبحاث قد يطيح بعدد من الأطراف المعنية بهذه العمليات والتي تسببت في إلحاق جروح قد لا تندمل في جسد السياحة بأمريكا، في سياق يتطلع فيه المغرب إلى تنويع الأسواق، وإنجاح الخطة الجديدة لانتعاشة القطاع.

جانب من حكاية النصب الذي تعرض له سائح أمريكي وزوجته بفاس العتيقة