المدير الجهوي للصحة لـ”الديار”: هذه تفاصيل بُؤر كورونا بجهة فاس مكناس

على بعد أيام قليلة من رفع الحجر الصحي المُعلن بالمغرب بسبب “جائحة” كورونا، ومع استمرار تسجيل حالات إصابة بالوباء، بين الفينة والأخرى، ببعض أقاليم جهة فاس مكناس، رغم الاستقرار النسبي المُلاحظ بالمنطقة.. يتساءل الرأي العام: عن وضعية الحالة الوبائية بالجهة؟ وعن كيف تمت مواجهة “الجائحة” بالمنطقة؟ وعن الأرقام الخاصة بـ”البؤر” التي عرفتها الجهة؟ وعن الخطة المعتمدة لما بعد الحجر الصحي؟

كل هذه الأسئلة، وغيرها، طرحتها جريدة “الديار” على الدكتور المهدي البلوطي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة فاس مكناس، الذي كشف في هذا الحوار عن حقائق وتفاصيل “كورونا” بالجهة.

وبسبب التغيير المتواصل على الأرقام والمعطيات الخاصة بـ”الجائحة”، نشير إلى أن هذا الحوار تم إجراؤه صباح اليوم السبت 06 يونيو.

الجزء الثاني (2/2)

  • حظي مستشفى سيدي سعيد بمكناس بإشادة كبيرة على الصعيد الوطني خلال “زمن” كورونا، ألا ترون أن تسليط الضوء على هذا المركز يعد إجحافا في حق باقي المستشفيات بالجهة؟

– للتأكيد فقط، قامت أطر مستشفى سيدي سعيد بعمل جبار خلال “الحرب” على الوباء، شأنها في ذلك شأن كل المستشفيات في الجهة بدون تمييز أو تفاضل، وعدد الحالات التي استقبلها المستشفى الجامعي بفاس، أزيد من 400 حالة، ربما في سابقة وطنية، يؤكد هذا الأمر.

فمنذ بداية الأزمة تجندت كل الطاقات والكفاءات لمواجهة الوباء ومحاصرته، حيث تم تجهيز كل المستشفيات بأقاليم الجهة، بدل تجميع المصابين في مستشفيين أو ثلاثة.

وفي هذا السياق أؤكد لكم أنه تم تجهيز حتى إقليم بولمان رغم عدم تسجيل إصابات به، والذي بقي صامدا إلى غاية اليوم، قبل أن تظهر به أول حالة إصابة مؤكدة بالعدوى.

وبالعودة إلى ما وصفتُموه تسليطا للضوء على مستشفى سيدي سعيد، في اعتقادي، فالأمر راجع، ربما، إلى “حضوره” الإعلامي بعد استقباله لطلبة “ووهان”، وظهور أول “بؤرة” للوباء بهذه المدينة، ما جعله تحت الأضواء الكاشفة.

  • على ذكر “البؤر”، اثار اكتشاف “تجمعات” وباء بالجهة قلق المواطنين، كيف استطاعت مصالحكم تطويقها وما هي الأرقام المرتبطة بها؟

– أول “بؤرة” كورونا تم تسجيلها بمدينة مكناس، وهي المعروفة إعلاميا بـ”رحلة مصر” وكانت، كذلك، من بين أسباب ارتفاع عدد الوفيات بسبب كورونا بالجهة، سجلت 34 حالة إصابة من ضمن المسافرين في الرحلة، بالإضافة إلى 24 حالة مخالطة للمصابين، بينما تم تسجيل 340 تحليلة سلبية لأشخاص على علاقة بالعائدين من الرحلة.

أما “بؤرة” المركز التجاري، والتي خلقت، نوعا ما، ارتباكا بمدينة فاس، فتم تسجيل 87 نتيجة إيجابية من بين 419 فحص مخبري شمل مستخدمي المركز ومخالطيهم.

“بؤرة” أخرى، خلقت استنفارا لدى المصالح الطبية بتازة، ويتعلق الأمر بدواوير “واد أمليل” و”غياثة” حيث سجلت، في ظرف وجيز، 36 إصابة مؤكدة بكورونا.

كل هذه “البؤر” تجندت لها المصالح الطبية بحزم واستطاعت، بفضل تحركها السريع والتدخل في الوقت المناسب، من محاصرة الوباء ومنع تسجيل إصابات أكثر، ما مكّننا من تجنب الاكتظاظ بمراكز استقبال المصابين بالعدوى.

أما فيما يخص الثكنات، فتم تسجيل 128 إصابة بظهر المهراز، و133 بالحاجب، فيما ظهرت 32 حالة إصابة في ثكنة القوات المساعدة بعين الشكاك، وهذه “البؤر” المهنية لم تشكل، يوما، “خطرا” على الأمن الصحي، لطبيعتها المُغلقة ولقرار القيادات الصائب بعزل الجنود عن باقي المواطنين بعد التعليمات الصارمة بعدم مغادرة الثكنات منذ الإعلان عن حالة الطوارئ.

  • من المرتقب أن يرفع الحجر الصحي في العاشر من الشهر الجاري، ماذا أعدت مصالحكم لمواجهة فرضيات انتقال العدوى بين المواطنين بعد عودة الحياة إلى طبيعتها في الجهة؟

– الاستعداد لمرحلة رفع الحجر الصحي بالجهة نستعد له منذ اللحظة، عبر تعميم الفحوصات والتحاليل المخبرية على أكبر عدد من المواطنين.

حيث شرعت لجان اليقظة والتتبع في مسح شامل لكل الوحدات الصناعية والمراكز التجارية والمؤسسات العامة والخاصة وعناصر الأمن وسائقي سيارات الأجرة. بمعنى انتقلنا من “مرحلة الدفاع” إلى “مرحلة الهجوم” لاكتشاف الوباء ومحاصرته..

وهنا يجب التأكيد على الدور المهم المفروض أن يلعبه المواطن، عبر التزامه بالتدابير الاحترازية وبقواعد النظافة والتباعد الاجتماعي وتفادي الأماكن المزدحمة واستعمال “الكمامة”.

هذه الإجراءات ساهمت، وستساهم بشكل كبير، في القضاء على العدوى بشكل نهائي.

ولتوضيح أهمية القواعد المذكورة، أحيلكم على الحالات الأخيرة المكتشفة ببعض المراكز الصناعية والتي لم تسجل نقلها للفيروس إلى أي مخالط، بسبب احترام المصابين، والمخالطين على السواء، والتزامهم بالقواعد الصحية والاحترازية المعلن عليها من طرف السلطات.

  • في كلمة أخيرة، ما هو تقييمك الشخصي لـ”جائحة” كورونا”؟

– رغم الازمة التي سببها فيروس كورونا وحالة الاستنفار التي خلقها على مستوى العالم، أعتقد أن هذه الظروف كانت مناسبة لرد الاعتبار لقطاعات حكومية مهمة، كما أحيت روح التعاون والتضامن بين المسؤولين وجميع المتدخلين، من حكومة وسلطات محلية وقوات عمومية، لتحقيق نفس الهدف، وهو الخروج بالمغرب إلى بر الأمان بأقل الخسائر، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

كما يمكن اعتبار هذه المرحلة نقطة انطلاقة للمستقبل على جميع الأصعدة، ومناسبة لتغيير بعض العادات ونمط العيش، في سبيل تحقيق الأمن الصحي لجميع المواطنين.


الديار تضع هنا رابط الجزء الأول من الحوار: https://www.adyare.ma/1735.html