تحدث عن “عودة شباط” و”دعم الفاسي” و”التزكيات”.. اليحياوي يكشف القصة الكاملة لحل فروع الاستقلال بفاس
وصف خالد اليحياوي الإدريسي، كاتب فرع حزب الاستقلال بالمرينيين بفاس، قرار اللجنة التنفيذية بـ”التعسفي”.
وقال اليحياوي، في حواره مع جريدة “الديار”، أن القرار الأخير للحزب يضرب مصداقية الديمقراطية الداخلية للحزب ويمنح هدية على طبق من ذهب لـ”خصوم” الحزب الأكثر تنظيما بفاس، مستعرضا جميع المراحل التي عرفها الحزب بالمدينة منذ تأسيس الفروع إلى غاية حلها، مرورا بعودة حميد شباط وترشيح عبد المجيد الفاسي.
- ما هو تعليقكم على قرار اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بحل جميع الفروع بمدينة فاس؟
حتى نسمي الأشياء بمسمياتها!، القرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية، الجمعة الماضي، بحل جميع فروع حزب الاستقلال هو قرار تعسفي، يضرب في العمق مصداقية الديموقراطية الداخلية للحزب، وانقلاب على القواعد الشرعية للحزب والمنتخبة انتخابا نزيها.
- ككاتب لفرع المرينيين بفاس، ما هي، في نظركم، أسباب نزول هذا القرار؟
قبل الحديث عن أسباب أو دواعي هذا القرار “الغريب”، لا بد من الرجوع إلى الوراء قليلا، حتى نوضح للرأي العام سياق تأسيس فروع الحزب تحت إشراف القيادة الحالية لحزب الاستقلال.
كان لنا أول اجتماع مع السيد الأمين العام نزار بركة كأعضاء المجلس الوطني عن مدينة فاس، الخميس 29 نونبر 2019 بالمركز العام لحزب الاستقلال بالرباط، والذي دعا فيه الجميع إلى الرفع من جاهزية التنظيم وإطلاق دينامية لتجديد هياكل الحزب وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات والانفتاح على الأطر الشابة وإقناعها بالانخراط في العمل السياسي، من أجل لمّ الصف وتوحيد الطاقات قصد بناء الحزب بناء قويا ومتينا.
لقد تم السير وفق هذا الطرح، واستمرت عملية بناء الفروع إلى غاية شهر أكتوبر 2020، تلك العملية تمت عبر مسار طويل وشاق من النقاشات والحوارات والتنازلات تحت إشراف كامل من السيد مفتش الحزب الاستاذ جواد حمدون شفاه الله.
وأسسنا لجنة تحضيرية بإشراك جميع الراغبين في العمل واشتغلنا على أساس تكوين فرع واحد بالنسبة لمقاطعة المرينيين، لكن حال بلوغنا إلى المرحلة النهائية من التأسيس وصلنا إلى قناعة تفي بأن كل مقاطعة يتوجب أن تتوفر على فرعين.
- لماذا فرعين وليس فرع واحد؟
لكي تكون لكل مقاطعة تمثيلية مضاعفة على مستوى المؤسسات الحزبية المحلية والجهوية والوطنية، وكذلك مراعاة للمناضلين والأطر وطاقات الحزب الشابة التي لا يسعها فرع واحد.
إن هذين العاملين دفعانا إلى التفكير في إنشاء فرعين، وتم طرح الأمر في اجتماع للجنة التحضيرية، التي صادقت على تأسيس فرعين بالإجماع.
وفعلا تم تكوين الفرعين، وفق مبدأ التوافق التشاركي، والمحاضر متوفرة والوثائق موجودة كي لا يقول أحد أن الفروع وهمية، ومن يدعي عكس هذا فهي العناصر التي تسمي نفسها بـ”التغيير”، والتي شاركت في كل مراحل تكوين الفروع حيث سيتبين فيما بعد أنها أتت من أجل إزاحتنا، نحن الذين بنينا حزب الاستقلال بمدينة فاس، منذ نهاية الثمانينات إلى اليوم بمعية الأخ حميد شباط وغيره من المناضلين الكبار بمدينة فاس.
- هل أثرت عودة حميد شباط من “منفاه الاختياري” على البرنامج المتفق حوله بينكم وبين الأمين العام لحزب “الميزان”؟
بعد تأسيس الفروع، بدأنا في الاشتغال في جو سليم ملؤه الحوار، ولدينا محاضر عن الاجتماعات والأنشطة التي قمنا بها في الحزب.
وبعد عودة حميد شباط، وفي إطار “الأعراف الاستقلالية والعائلية”، اقترحنا في نهاية اجتماع لمكتب الفرع يوم 10 دجنبر 2020، أن نقوم بزيارة له لنهنأه على عودته، نظرا لما تربطنا معه من علاقات حزبية، وأيضا لنطلع على المستجدات السياسية، علما أننا واعون بالحزازات وحساسية البعض من هذه الزيارة، تاركين الخيار أمام الكل، من يريد الذهاب مرحبا، ومن لا يريد مرحب بقراره أيضا..
5 أشخاص لم يذهبوا، وهذه كانت بداية تفجير صراع قيادي في الحزب، وكانت آليات وأدوات تنفيذه هم هؤلاء العناصر، وهو صراع على مستوى القيادات ولكن تم إسقاطه على مدينة فاس.
- كيف انطلق صراع الاستقلاليين داخل مدينة فاس وكيف تم تصريفه حسبكم؟
في هذه المرحلة بدأت الانتقادات والكتابات في “فيسبوك” والتطاول على مؤسسات الحزب من طرف العناصر التي تتبجح بـ”التغيير”، حيث قامت بـ”سب وقذف”قيادة الحزب ومؤسساته ومناضليه ومنتخبيه، من هنا بدأت تظهر معالم الصراع بشكل حقيقي.
نحن كمناضلي الحزب، الذين ترعرعوا على مبادئ وقيم الحزب، نقول إن حزب الاستقلال لم يعش أبدا مثل هذه “الظواهر” وهذه اللحظات، التي تكشف عن الوجوه الحقيقية التي تسربت إلى الحزب، فسابقا، لم نكن نتجرأ على انتقاد القادة والمناضلين بشكل غير أخلاقي، كنا ندافع عن كل استقلالي سواء كان خاطئا أو مصيبا، ولكن في مقراتنا “كنصبنو حوايجنا بيناتنا”، بيد أن هؤلاء الجدد الذين يدعون التغيير وجدوا ضالتهم في وسائل التواصل الاجتماعي التي تسعفهم في أن يقوموا بهذه السلوكات المشينة، ووصلت بهم الأمور إلى حد اتهامنا بالفساد وبتدمير مدينة فاس، ويروجون ما يروجه الخصوم السياسيون…
هؤلاء أبناء الحزب يروجون أفكارا مسمومة يروجها الخصوم.
- لكن يعاب عليكم، ككتاب فروع الحزب بالتحرك وخدمة “أجندة” حميد شباط بعيدا عن قيادة الحزب..
(مقاطعا) ما المانع في هذا؟ بطبيعة الحال نتحرك مع الأخ حميد شباط فهو يبقى الأمين العام السابق لحزب الاستقلال والنائب البرلماني لدائرة فاس الشمالية، ولأننا نود استرجاع مدينة فاس من تسيير”البيجيدي”.
فقد عرفت فاس في عهد حميد شباط تطورا كبير على مختلف الأصعدة والمجالات. والمواطن الفاسي وقع له تراجع شامل خلال تدبير شؤون الجماعة في عهد “البيجيدي”، فمثلا يذهب إلى المقاطعة أو الجماعة فلا يجد مخاطَبا.. لقد أصبح المواطن الفاسي غريبا في مدينته.
نحن نخدم الحزب لا الأشخاص، نود أن نسترجع مدينة فاس، وحميد شباط بالنسبة لنا هو البوابة من أجل تحقيق هذا المبدأ لأننا نعرف قوته الانتخابية وقوته في الحوار والإقناع. وشباط يقول إنه لن يترشح للبرلمان ولا للجهة، وسيترشح للجماعة، تحت طلب الساكنة، وهذا حق مكفول له، لأن السكان يقولون إنهم افتقدوه، وافتقدوا تبسيط العمليات الإدارية، وسياسة القرب التي انتهجها، وهذه الصفة التي أطلقها عليه صاحب الجلالة نصره الله تعطيه الشرعية كي يعود لقيادة فاس.
- ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لوقف أو الحد من هذه الصراعات على مستوى مدينة فاس؟
عندما ارتفع منسوب السب والقذف والإساءة، اجتمع كتاب الفروع التي نددت بما وصل إليه الحزب من تدمير ومن تشتيت بسبب عناصر لا تحترم مؤسسات الحزب، وتضرب في المنتخبين والمناضلين، ومن هنا نظمنا اجتماعا لكتاب الفروع، خلصنا فيه إلى التصدي لهم عبر مؤسسات الحزب، وبعثنا رسالة إلى الأمين العام للحزب يوم 30 دجنبر 2020، موقعة من طرف 10 كتاب فروع، لكن لم نتوصل برد عنها إلى حد يومنا هذا.
- الصراع داخل حزب الاستقلال خصوصا حول “التزكيات” استمر رغم تعيين قيادة الحزب لـ” لجنة المدن الكبرى”.
لجنة المدن الكبرى اجتمعت مع كتاب الفروع والقيادات وأعضاء المجلس الوطني وأعضاء المجلس الوطني للشبيبة والمرأة الاستقلالية وأيضا مع المنتخبين، وقد حضرت اجتماعين بصفتي كاتب الفرع ومنتخبا، حيث أكدت مجددا أن ما يقع للحزب على أيدي بعض العناصر المحسوبة على الحزب يشكل خطرا عليه ويهدد وحدته ويضعفه، ثم إننا قد اشتكينا من هؤلاء العناصر من أجل إيجاد حل، وأكدنا أن الحزب بفروعه بفاس كلمة واحدة وإذا استمر الوضع هكذا فلا نعلم ما الذي سوف يؤول إليه الوضع.
وفي الاجتماع الثاني كمنتخب قلت كيف يعقل نعت مرحلة شباط بالفساد وأنا متيقن لو أن حزب العدالة والتنمية في المجلس وجد وثيقة فساد واحدة لكان أرسلها إلى القضاء، إذن يجب إيقاف هذا الخطاب، ذلك أن مرحلة شباط تعتبر من بين أحسن مراحل التسيير الجماعي لمدينة فاس على كل الأصعدة، إذ شهدت 12 سنة من 2003 إلى 2015 عدة إنجازات وتأدية ديون دون شكوى وتباكي، ذلك أننا وجدنا عجزا في الميزانية مجموعه 5 مليار، وتركنا مداخيلا بلغت 79 مليارا في الميزانية.
- ماذا كان رد اللجنة حول زيارتها لمدينة فاس؟
لم نتوصل بأي محضر ولا تقرير حول أشغالها.
- ماذا حدث بعد هذه الزيارة؟
واصلنا أنشطتنا، وقمنا بتشكيل مكاتب الدوائر الشبيبة والمرأة الاستقلالية وبتوجيهات من مسؤولين في الحزب أجلنا الجموع العامة إلى ما بعد الانتخابات، حفاظا على تماسك ووحدة الحزب.
لينطلق مسلسل القيل والقال حول الترشيحات، وصاحب ذلك وبشكل عشوائي تشكيل فروع غير قانونية لمنظمة المرأة الاستقلالية، فاتصلنا بالمنسق الجهوي للحزب لوضعه في الصورة ولكي نؤكد له أن هذا الأمر غير مقبول.
هذا الأخير عقب بشكل صريح على أن هذه الأمور يجب أن تتوقف، قبل أن يوضح أنه لا يتوفر على سلطة القرار، وأنه سيقوم بتحويل القضية إلى قيادة الحزب كي تبث فيها.
وهذا مربط الفرس في القضية.. انتظرنا أن يتم البث في شكوانا حول تأسيس فروع المرأة الاستقلالية في “الظلام” ودون علم كتاب الفروع لنصدم بقرار حل الفروع.
- هل يمكن اعتبار دعم شباط لترشيح عبد المجيد الفاسي سببا مباشرا لحل فروع الحزب بفاس؟
عبد المجيد الفاسي، قدم إلى فاس بعد تشاور أجراه مع القيادة الحزبية، وجاءنا نحن أيضا متسائلا “هل تقبلونني كمرشح معكم في الدائرة الشمالية لفاس؟”، فجمعنا مجالس الفروع بحضوره، ورحبنا به، و”زكيناه” قاعديا، أي على مستوى القواعد، فهو الوحيد على المستوى الوطني الذي نهج الديمقراطية وطبق قانون الحزب عبر استشارة قواعد الحزب.
من يصوت ويشتغل في الانتخابات؟.. طبعا قواعد الحزب، إذن إذا جيء لنا بشخص ليس في مستوى العمل في الحزب فلن نعمل معه.
وبكل صراحة، عبد المجيد الفاسي لديه شرعية وامتداد تاريخي داخل حزب الاستقلال، وأيضا هو حفيد علال الفاسي، وهذه من المؤهلات التي تعطيه دفعة، ثانيا هو من النخبة الشابة والجديدة داخل حزب الاستقلال، وملم بالسياسات العمومية، ولديه تجربة كبرلماني عن منظمة الشبيبة الاستقلالية.
- عللت اللجنة التنفيذية قرار حل فروع حزب “الميزان” في فاس بمجموعة من البنود..
ما بني عليه حل الفروع لا علاقة له بالحل، باستثناء الفصل 30 الذي يقول بأنه “إذا أخل الفرع بأحد التزاماته أو بمبادئ الحزب، تتدخل اللجنة التنفيذية بقرار وتعلن عن جمع عام استثنائي لإعادة تكوين المكتب”، أما قضية الحل “ماكايناش”.
- ما هي الإجراءات التي تعتزمون القيام بها بعد قرار قيادة الحزب؟
سنتوجه برسالة للأمين العام نطلب منه التراجع عن هذا القرار المجحف و”اللاديمقراطي”، وأن يحل الأمر بما فيه مصلحة الحزب، وإلا فإن هذا القرار سيقدم مدينة فاس “هدية سهلة” للحزب الأكثر تنظيما على طبق من ذهب.
نحن نتمنى ألا يصل الحزب إلى هذه الوضعية، كما نطلب من اللجنة التنفيذية أن تتحلى بالحكمة والتبصر والجلوس على طاولة الحوار من أجل الوصول الى حل حقيقي لما فيه مصلحة الحزب، أما سياسة الهروب إلى الأمام بإصدار قرارات عشوائية وحلول ترقيعية فلن تزيد الوضع إلا تشتتا وتمزيقا، ستكون عواقبه وخيمة على الحزب محليا، جهويا ووطنيا، وعاش حزب الاستقلال مستقلا، موحدا ومتضامنا.