معطيات مثيرة حصلت عليها جريدة “الديار” حول “فضيحة” استغلال حافلات للنقل المدرسي ممولة من طرف المبادرة الملكية للتنمية البشرية في نقل نساء لـ”الاستجمام” في حامة عين الله، ضواحي مدينة فاس.
وكانت جريدة “الديار” قد كشفت عن “استغلال سياسي مشبوه” لحافلات للنقل المدرسي، الاثنين الماضي 26 ماي 2025، والذي تصادف مع أول أيام امتحانات البكالوريا، حيث تم نقل نساء من جماعة أغبالو أقورار، بإقليم صفرو، للاستحمام بحامة عين الله، رغم رفض رئيس جمعية “أغبالو للتنمية الاجتماعية”، المسؤولة عن تدبير الحافلات، وفق عقد شراكة.
وحصلت جريدة “الديار” على نسخة من “ترخيص” يحمل توقيع رئيس الجماعة، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، يسمح بتنظيم رحلة إلى عين الله عبر فاس، بناء على القانون التنظيمي 113-14 المتعلق بالجماعات، وبناء على المادة 4 من اتفاقية الشراكة بين جماعة أغبالو أقورار، وجمعية “أغبالو للتنمية الاجتماعية”، وكذلك بناء على طلب لرئيس الجمعية السالفة الذكر بتاريخ 26 ماي 2025.
لكن، على ماذا تنص المادة 4 من اتفاقية الشراكة؟
مصادر مطلعة قالت إن الجماعة لا حق لها في التدخل في حافلات النقل المدرسي، فبالإحرى إصدار “ترخيص” لتنظيم رحلة بواسطتها، مشددة على أن المادة 4 تؤكد على التزام الجماعة بتسجيل الحافلات وتأمينها ودعم الجمعية المسيرة للمشروع في إطار الدعم المخصص للجمعيات من ميزانية الجماعة، مع الحرص على تخصيص الحافلات للغرض الذي اقتنيت من أجله واستعمالها في المسار المحدد لها، (وهو دواوير: إسباعين، آيت بقي، آيت علي وحماد، آيت واحي، ايت عبد السلام، آيت تانوت، الغرفات، آيت خليفة وصفر.
مصادرنا شددت، في نفس الوقت، على أن الجمعية مطالبة، بالإضافة إلى التسيير اليومي للحافلات، بالالتزام باستعمال الحافلات حصرا للنقل المدرسي وليس لأغراض أخرى، تحت طائلة إلغاء عقد الشراكة.
“ليس هذا فقط، تورد مصادر جريدة “الديار”، بل الأخطر، هو تضمن الترخيص لعبارة بناء على طلب رئيس الجمعية”، لتبرز أن الجمعية لم تقدم، في أي وقت من الأوقات أي طلب برحلة “عين الله” أو غيرها، وهو ما يمكن اعتباره “تزويرا في محرر رسمي”، وفق تعبيرها.
وفي السياق، كشفت المصادر أنه تم استدعاء رئيس جمعية “أغبالو للتنمية الاجتماعية” إلى مقر العمالة، مباشرة بعد مقال جريدة “الديار” (انظر الرابط أسفله)، حيث تم استفساره عن “واقعة” تحويل حافلات للنقل المدرسي إلى حافلات لـ”النقل السياحي”، في إطار حملة سياسية وانتخابية.
إلى ذلك تتجه الأنظار إلى القرارات التي سيتخذها إبراهيم أبو زيد، العامل الجديد على إقليم صفرو، في “النازلة” المثيرة للجدل، لتزامنها مع أول يوم من تنصيبه، ومع الاحتفالات بالذكرى 20 لانطلاق المبادرة الملكية للتنمية البشرية.
