هذه تفاصيل “تشريد” عمال نظافة تزامنا مع الدخول المدرسي.. هل تُهدد “SOS” السلم الاجتماعي بصفرو؟

قررت “SOS SEFROU”، المفوض لها تدبير قطاع النظافة وجمع النفايات المنزلية بمدينة صفرو، “تسريح” 30 عاملا تقريبا، بعد انتهاء مدة عقد “العمل محدد المدة” الذي يربطهم بالشركة.

وعبر عمال، في تصريح لجريدة “الديار”، عن صدمتهم من قرار الشركة الذي تزامن مع الدخول المدرسي، خصوصا أن جل “المسرحين” لديهم أبناء في سن التمدرس، “بل هناك من ينفق على أبنائه ووالديه”، يورد العمال بغضب.

“شخصيا، كنت أشتغل وأنفق على أولادي ووالدتي المريضة، قبل أن أقرر الالتحاق بشركة “SOS”، على أمل تحسين وضعيتي المادية وبحثا عن الاستقرار”، يقول أحد العمال، مضيفا أنه صار الآن “مشردا” رغم المجهود الكبير الذي بذله طيلة 3 أشهر التي قضاها عاملا بالشركة. “وهي المدة التي كنا نعتقد واهمين أنها فترة “اختبار”، كما هو مدون في العقد الذي أمضيناه مع “شركة النظافة”، يورد المتحدث نفسه.

وسجل العامل ذاته أن حالته يمكن إسقاطها على عدد كبير من العمال الذين صاروا عرضة لـ”التشرد” بعد أن كانوا في حالة استقرار، موردا، في هذا الصدد، حالة عامل مجاز، أب لـ4 أبناء، كان يشتغل بإحدى المؤسسات في المدينة، ليجد نفسه بلا دخل بعد أن كان متحمسا للاشتغال و”الترسيم” بالشركة.

وبغصة في الحلق، أفاد المصدر نفسه أنه تم تشغيلهم “باش اتصوروا بيهم” في حفل استعراض الآليات التي نظمته الشركة بساحة باب المقام وليظهروا احترام الشركة لدفتر التحملات، مشددا على أنه تم “رميهم” بعد أن انتهت “صلاحيتهم”، حسبه.

“هل “سقط” جميع من تم تشغيلهم قبل 3 أشهر في “الاختبار”، حتى لا يتم الاحتفاظ سوى بعاملين فقط، يعلم القاصي والداني علاقتهم بمستشار مقرب من رئيس المجلس الجماعي لصفرو؟”، يتساءل العمال، مبرزين أن أحدهم كان عاملا “شبحا”، حيث لا يغادر “كراج” المستشار المذكور ورغم ذلك تم الاحتفاظ به بدعوى تقديمه لشهادة طبية، وفق تعبيرهم.

وتابع المتضررون من قرار الشركة أنه بينما تم إعلام عدد قليل منهم بأن العمل مع الشركة سيكون “موسميا” فقط، فإن أغلب العمال لم يتم إخبارهم بأي شيء، مكررين أن عقد العمل يتحدث عن “فترة اختبار”.

لكن، هل تحترم “SOS SEFROU” دفتر تحملات صفقة النظافة التي فازت بها بمبلغ قياسي يتجاوز مليار و500 مليون، خصوصا فيما يتعلق باليد العاملة؟

مصدر مطلع أكد في تعليقه على “تسريح” عمال النظافة على أن الشركة مطالبة، وفق دفتر التحملات، بتشغيل عمال شركة “أوزون”، بشكل تلقائي، والبالغ عددهم 117 عاملا، حسب وثائق الصفقة التي اطلعت عليها جريدة “الديار”، بالإضافة إلى تشغيل 25 عاملا جديدا كحد أدنى، دون الحديث عن مناصب المسؤولية في الشركة، مع تشديده على أن دفتر التحملات لا يتحدث في أي فقرة أو ملحق عن عمال “موسميين” أو “مؤقتين”.

ولم يستبعد مصدر جريدة “الديار”، رفض الكشف عن هويته، أن تكون عملية تشغيل 30 عاملا بعقود “عمل محددة المدة”، والتي وصفها بـ”عقود العبودية” في إشارة منه إلى بنودها ( سبق لنقابي أن علق عليها في مقال سابق بجريدة “الديار”)، في 3 أشهر (من 01 يونيو 2023 إلى 31 غشت 2023)، خطة و”تمويها” من الشركة، لتظهر احترامها لدفتر التحملات، وفق تعبيره.

ودعا المتحدث نفسه، في السياق ذاته، الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بصفرو إلى الخروج عن صمتها وتقديم توضيحات، درءا للشبهات، حول ظروف تشغيل عمال وملابسات “تسريحهم” بعد 3 أشهر، محملا، في نفس الوقت، مسؤولية الحفاظ على “السلم الاجتماعي” بالمدينة للمجلس الجماعي، الموكل له مراقبة تطبيق دفتر التحملات، بالإضافة إلى السلطات المحلية.

ويرتقب أن ينظم عمال النظافة “المسرحون” وقفة احتجاجية للتعبير عن سخطهم من قرار شركة “SOS SEFROU”، وللمطالبة بإنصافهم بعد أن أصبحوا عرضة للتشرد.