جواد السنني يخرج عن صمته ويكشف لـ”الديار” كواليس “فشل” تنظيم “مائوية” مهرجان حب الملوك

في حوار مطول، ينشر على حلقات، يبوح المخرج جواد السنني بعدد من المعطيات المثيرة، يكشف عنها لأول مرة، مرتبطة بـ”المؤسسة” التي ينوي إحداثها بمدينة صفرو، وبـ”اختفاء” مهرجان حب الملوك هذه السنة، بعد توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا. دورة كان من المفروض أن تمر في أبهى حلة لأن الأمر يتعلق بـ”مائوية” شيخ المهرجانات.

من يتحمل مسؤولية هذا “الاختفاء”، في الوقت الذي نظمت جميع المدن والمناطق مهرجاناتها؟.. السنني يؤكد أن قبوله الإجابة على أسئلة “الديار”، حول المهرجان هو “فقط لتوضيح بعض “الإشاعات” و”سوء الفهم”، بعد أن حمّله البعض مسؤولية عدم تنظيم المهرجان هذا الصيف.

المدير الفني، في هذه الحلقات، كشف عن “تكليف” المجلس الجماعي لشخص “لا صفة له” لكي يناقشه في الموضوع، وتحدث عن قصة “تسريب” صورة دون إذن منه، ومحاولة “تسميم” علاقته بالإعلامي بلال مرميد. كما تطرق إلى عدم احترام “حداده” على وفاة أخيه، موضحا ملابسات “دفعه إلى الابتعاد” بينما “المتحكمون” في دواليب “المجلس”، يرتبون لسيناريو آخر في الكواليس.

الحلقة الأولى

  • كيف ارتبط اسم جواد السنني بـ”تنظيم” الدورة المائة من مهرجان حب الملوك، التي تم تأجيلها من طرف المجلس الجماعي لصفرو؟

قبل الجواب على سؤالكم، سأعود بكم إلى أصل الحكاية والسياق العام للموضوع:

بعد حيازتي لمحل يمثل ذاكرة مدينة صفرو، ويتعلق الأمر بسينما المغرب العربي، تواصلت مع العديد من الأشخاص الذين سبق أن تقاسمت معهم ذكريات من الماضي، في إطار حلم “صفريوي” من أجل تهيئة وتطوير المجال العام، وتحديدا في هذه الميادين الخمس: “التربية، الثقافة، الفن، اليقظة المواطنة والذاكرة”، بالإضافة إلى البيئة والمجال.

أشتغل في ميادين أخرى متنوعة بطبيعة الحال، لكن في مدينة صفرو أركز على هذه المجالات لسبب بسيط، وهو ارتباطي العاطفي الكبير بالمدينة. هناك من سيعتبر الأمر مجرد مزايدات، لكن الوقت كفيل بكشف النوايا.

  • هذا يعني أن مشاريعكم بمدينة صفرو لن تخرج عن هذه المجالات التي تحدثتم عنها؟

نعم، وسأحرص على الالتزام بهذه الخطة. أما خارج صفرو، فمن حقي الاستثمار في ميادين مختلفة، وطبعا لن تكون ضد مبادئي وضد الأفكار التي أود تحقيقها بمدينة صفرو، سواء بشكل مباشر أو عن طريق تقديم دعم معنوي أو مادي لأشخاص في بداية المشوار، أو لمبادرات وأفكار خلاقة.

ومن هنا جاءت فكرة مأسسة هذا الدعم أو المساعدة، حتى لا تتخذ صبغة “الصدقة”، عبر خلق مؤسسة مع اشخاص يتقاسمون نفس الأفكار ونفس “الهم”.

هاته المؤسسة، التي أتمنى أن تشتغل بشكل مستمر وعلى طول السنة، وليس موسميا فقط، ستكون العنوان أو الملجأ الذي يقصده كل من رغب في تشجيع أو مساهمة، حفاظا على كرامة الطلبة والباحثين وأصحاب المبادرات، وفي نفس الوقت، للقطع مع “الهبة” و”الصدقة” المحرجة.

بطبيعة الحال، الدعم سيكون وفق دفتر تحملات، سواء للأفراد أو الجمعيات أو المجموعات أو مؤسسات في طور الإنشاء، مع دراسة الملفات بشكل منهجي بعيدا عن المحسوبية، بهدف وأفق واضح، وهو التنمية المحلية.

  •  إلى جانب ما سبق، هل كانت خطة المؤسسة التي فكرتم في إنشائها، تشمل تنظيم التظاهرات الثقافية والفنية؟

حديثي عن المؤسسة، والتي تشمل، دائما، التراث والإبداع ونقل المعارف والمهارات، بتفكير شامل لتحقيق الإضافة على مستوى القطاع الترابي لصفرو، ولما لا تتطور من بعد كالعديد من المؤسسات، لتصير مثلا “مؤسسة صفرو” ماركة” أو “Label “، لتسويق اسم مدينة صفرو، ربما بلغ (حديثي) أشخاصا لديهم مراكز قرار معينة بالمدينة، والذين قاموا بربط هذه الأفكار بصفتي مخرجا ومديرا فنيا، فاعتقدوا بأنني مهتم بمهرجان حب الملوك.

بطبيعة الحال، أنا مهتم بالمهرجان، لكن في إطار مشروع “كتاب” مفتوح مع الساكنة، لا يتطرق فقط إلى المهرجان وإنما موضوعه الأساسي هو الإنسان الصفريوي، من ناشئين ومراهقين وشباب، الذين يشكلون الاهتمام الأول بالنسبة لي.

  • كيف جاء الاتصال بكم، ومناقشتكم في موضوع مهرجان حب الملوك؟

بصراحة، عند اتصال الإخوان بي، قلت إنني أحبذ المساهمة وليس تحمل مسؤولية القيادة. المهرجان كـ”صفريوي” يعني لي الكثير، ولهذا توجهت إليهم بسؤال واضح، وهو هل تتواصلون معي كابن مدينة صفرو أو كـ”حامل” لمعرفة معينة. لأن الأمر يختلف حسب السياق، من وجهة نظري.

في الأول كان هناك رفض من طرفي تلته تحفظات، مع التأكيد على أنني سأكون أول المساهمين في تنظيم المهرجان بأي طريقة أو وسيلة، سواء أكانت مادية أو معنوية.

آخر مرة، بعد اتصال من طرف شخص، قدم نفسه على أنه “مبعوث” من طرف جهة “مقررة” في المدينة، لأخبره بأنني متوقف بأحد المنتجعات خارج المدينة وبكوني أهم بمغادرة المدينة والمغرب، ليلح على انتظاره. وهو ما تم، حيث كانت لغته مقبولة ومختلفة نوعا ما عما سبق أن ناقشته مع آخرين، لنتفق على تنظيم لقاء بعد العودة من الخارج.

  •  بخصوص الجهة التي وصفتموها بالجهة “المقررة”، هل يتعلق الأمر بالمجلس الجماعي أم جهة أخرى؟

لا، الأمر يتعلق بالمجلس الجماعي لصفرو.

  • كيف مر اللقاء “الرسمي”، الذي اتفقتم عليه؟

صراحة، كان لقاء جيدا. أعترف أنه تم بذل مجهود في تنزيله، حيث تم تقديم “تسجيل”، من برنامج حواري أتحدث فيه عن مدينة صفرو وعن المهرجان ومكانتهما في قلبي. وهو الحوار الذي سبق أن شددت فيه بصريح العبارة أنه إذا تمت المناداة عليّ للمهرجان يجب أن تكون الدعوة بـ”المعنى والمبنى”، وليس قبل 3 أو 4 اشهر من انطلاق المهرجان، خصوصا أن الأمر يتعلق، هذه المرة بالمائوية.

وهنا لا بد أن أسجل أن تأجيل هذه السنة ورغم أنه جاء في ظروف معينة واعتباطيا وغير مفكر فيه أصلا، لأني على دراية جيدة بالأشخاص المسؤولين عن التأجيل، إلا أنه يمكن اعتبار الأمر من محاسن الصدف بعد أن اضطروا إلى ذلك بطريقة او بأخرى.

بالعودة إلى موضوع اللقاء، الذي كان “عاطفيا” نوعا ما، وتعرفت خلاله على مجموعة من الشباب، كنت صريحا وأخبرتهم بأنني “قديم وغشيم”، فيما يتعلق بمدينة صفرو، ذلك أنني غادرت المدينة لأزيد من 25 سنة، وهناك الكثير من الأمور التي تغيرت والتي أكتشفها كأي زائر جديد.

يتبع