قالت إن هناك عنف خطير يمارس على المرأة.. زينة شاهيم لـ”الديار”: “الزلط” يجعل من النساء ضحايا ويفرض عليهن الرضوخ والتزام الصمت”

التقيناها على هامش أشغال اللقاء الجهوي للفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية حول العنف ضد النساء والذي تم تنظيمه اليوم السبت، 4 فبراير الجاري، بمدينة فاس، وعرف حضورا نوعيا ومهما من النساء من جميع أقاليم جهة فاس مكناس، وطرحنا عليها أسئلة حول أهداف اللقاء والموضوع الذي حاول معالجته.

زينة شاهيم، المحامية والبرلمانية وعضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار والمنسقة الجهوية لفيدرالية المرأة التجمعية، قالت إن “الزلط”، بتعبير سيدة تحدثت إليها في هذا اللقاء، يعتبر من بين المعيقات للنهوض بوضعية المرأة المغربية. وأشارت إلى أن هذا التعبير يلخص كل شيء عن أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، وما يختزنه من مداخل أساسية وحاسمة لتجاوز العنف الممارس ضد المرأة.

 

  • في أي سياق يأتي موضوع لقائكم اليوم حول “العنف ضد النساء”؟

نحن في الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية نظمنا سلسلة من الندوات والملتقيات، ومن خلالها نرمي إلى تقديم عمل للمرأة التجمعية من أجل تعزيز الترسانة القانونية المتعلقة بحقوق المرأة.

هذا اللقاء يعد العاشر من نوعه. وسوف يتم تنظيم لقاءين آخرين في كل من جهة الشرق وجهة سوس ـ ماسة، وذلك لاستكمال هذه السلسلة.

ناقشنا جميع المواضيع، ومنها تعزيز الحماية الاجتماعية وتعزيز الترسانة القانونية. كما ناقشنا وضعية المرأة في الوظيفة العمومية، والتمكين الاقتصادي للمرأة المغربية والمرأة القروية، ومدونة الأسرة.

لقد كان من الضروري، وبعد مرور أربع سنوات على اعتماد القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد المرأة، لكي نقدم تقييما لمعرفة المكتسبات وتحديد النواقص والاختلالات.

 

  • لكن، المتتبعين يرون بأنه كان عليكم أن تتوجهوا لعقد لقاءات مباشرة مع الساكنة، عوض الاكتفاء بعقد هذه اللقاءات في الفنادق المصنفة والصالونات المكيفة؟

ـ نحن دائما في تواصل مع المواطنين، وعلى اتصال مفتوح معهم.

أنا مثلا، التي أتحدث معكم وأجيب على أسئلتكم، أشتغل في مجال المحاماة، وأشتغل في العمل الجمعوي ومع النساء حول مثل هذه المواضيع. نتحاور مع النساء ونناقش معهن هذه القضايا وغيرها من الملفات التي تمس وضعيتهم، وهناك عنف لفظي ونفسي خطير يمارس على النساء، و”السر المهني” يمنعني من طرح مشاكلهن وقصصهن في مثل هذه اللقاءات.

كما لا أخفيكم سرا، اليوم فقط، وفي هذا اللقاء، استقبلت عدد من النساء، وهن ضحايا عنف. وللأسف لا يمكنهن أن يتحدثن بوجه مكشوف. وما يجب هو أن نركز على المعالجة النفسية والاجتماعية.

 

  • في هذه المعادلة، يتم التركيز عادة على نساء الحواضر، في مقابل إهمال لوضعية النساء القرويات. ماذا تقدم فيدرالية المرأة التجمعية في هذا المجال؟

ـ نحن في تواصل دائم مع فئات واسعة من نساء العالم القروي. وأنا شخصيا ـ والله على ما أقول شهيد ـ أعقد بشكل مستمر لقاءات في قرى أقاليم الجهة، بولمان وصفرو وغيرها، ولي حضور ومشاركات ميدانية، أيضا، في مختلف مناطق المغرب. ودائما أسألهن ليس فقط عن مشاكل العنف وما يرتبط به. ولكن أساسا عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لأن هذا الجانب هو رافعة مهمة لتجاوز عدد من المشاكل الأخرى.

وهنا، لا بد أن أذكر بأن إحدى الحاضرات في لقاء اليوم، قالت لي، مباشرة، بأن المشكل هو “مشكل الزلط”، وأعيد هنا استعمال العبارة التي وردت على لسانها، وهو ما يشير إلى “قلة الشيء” التي ترزح تحته العديد من النساء، وواجبنا كسياسيين ومجتمع مدني هو دعمهم ومساندتهم،  وكذلك “مانسكتوش” لإيصال صوتهم إلى الجهات المسؤولة.

غياب التمكين الاقتصادي يجعل من النساء ضحايا بسبب الوضعية الهشة، ويفرض عليهن التزام الصمت والرضوخ، وهذا مشكل كبير مطروح.

وفي علاقة بهذا الموضوع، ولكي تكتمل الصورة وحتى تكون المقاربة شمولية، يجب أن نستحضر أيضا ملف تزويج القاصرات، خاصة في العالم القروي، وما يطرحه من مشاكل.

يجب أن تكافح الفتيات لكي يستكملن دراستهن وتعليمهن، لأن استكمال التعليم يؤهلهن ويفتح أمامهن إمكانيات للتمكين الاقتصادي، وهذا كله مهم في سلسلة التدابير الواجب اتخاذها والحزم في ترسيخها من أجل النهوض بوضعية المرأة المغربية.