“صفعة” جديدة لوشاك.. “بلوكاج” ورفض لدفتر تحملات “كوبي كولي” والمعارضة تفضح المستور في جماعة صفرو
“صفعة” قوية تلقاها حفيظ وشاك، رئيس المجلس الجماعي لمدينة صفرو، بسبب خسارته أغلبيته، بعد أن صوت 17 مستشارا مقابل 14 ضد مشروع دفتر التحملات المتعلق بالتدبير المفوض لقطاع النظافة.
وصوت 7 مستشارين من الأغلبية، بينهم نائب للرئيس وكاتب المجلس ورؤساء لجن، بالإضافة إلى 10 مستشارين من المعارضة ضد المقرر، في الوقت الذي صوت فيه عبد الغفور حناج عن “المعارضة” مع الرئيس.
وعرفت الجلسة الثانية من الدورة الاستثنائية لـ24 مارس، في نفس الوقت، تمرير النقطة الثانية المتعلقة بإنجاز واستغلال مطرح مراقب للنفايات بالإجماع.
وحملت مصادر مسؤولية “البلوكاج” الذي شهدته الجماعة، على بعد 7 أشهر تقريبا على تكوين المجلس، في سابقة، إلى القرارات الانفرادية والعشوائية للرئيس وتهميش المكتب المسير والتفرقة بين المستشارين، مشددة أن “كولسته” مع أحد أعضاء المعارضة للانقلاب على الأغلبية المسيرة، كشفت عنها جريدة “الديار”، أفاضت الكأس وعجلت بخروج بعض مستشاري الأغلبية إلى المعارضة، بعد تعرضهم للخيانة، وفق تعبيرها.
“وفي الوقت الذي كان عليه أن يتدخل لرأب الصدع، والاعتذار عن تصرفه في حق أغلبيته، تقول المصادر نفسها، اختار وشاك الهروب إلى الأمام ونفي تفاصيل محاولته الانقلاب على مستشاريه”، قبل أن تضيف مسترسلة: “بل لم يجد حرجا، لتبرير فشله في التسيير، بعد فشل محاولات مبعوثيه إلى الأغلبية والمعارضة لضمان التصويت على دفتر تحملات قطاع النظافة، في اتهام بعض المستشارين من المعارضة والأغلبية بخدمة أجندة شركة “أوزون””.
المصادر نفسها أوردت أن لجوء وشاك لسياسة “المؤامرة” للتغطية على فشله الذريع، واتهامه، وأتباعه، لمستشاري المعارضة و”الأغلبية المعارضة” يذكر باتهامه المحتجين ضد الغلاء بـ”العمالة” وخدمة أجندات خارجية.
إلى ذلك شهدت دورة جماعة صفرو التي انعقدت صباح اليوم الخميس للتصويت على نقط تتعلق بدفتر تحملات النظافة والمطرح، تدخلات “ساخنة” من طرف فريق المعارضة.
وقد استنكر فريق المعارضة في بداية تدخلاته التأخر الذي يطال الجلسات، حيث يتم تحديد موعد انطلاقها في العاشرة صباحا، غير أنها لا تنطلق فعليا إلا في حدود العاشرة والربع فما يزيد. كما أعرب عن تمسكه بعدم قانونية الجلسة لأن “الدورة كانت دورة فريدة، وتم استدعاء أعضاء المجلس وتمت الدورة في ظروف عادية، ليتم استدعاؤهم مجددا شفهيا دون إفساح مجال فاصل بين تاريخ الاستدعاء ووقت إجراء الدورة”.
كما أوضح عضو فريق المعارضة أن الأخيرة طالبت ببعض الوقت من أجل دراسة دفتر التحملات، لأنه سيربط مصير المدينة لمدة سبع سنوات، ونظرا لكون النسخة الأولى التي تم عرضها في الدورة الماضية كانت “ناقصة بزاف”، لهذا كان الفريق قد طالب بإفساح بعض الوقت وتشكيل لجينة لدراسة دفتر التحملات وسد ثغراته.
العضو نفسه كشف أن دفتر التحملات الذي عرضه المجلس ما هو إلا “Copier coller” لدفتر تحملات مدينة الرباط، مع العلم أن لكل مدينة خصوصياتها، وهذه الخصوصيات وجب ظهورها في دفتر التحملات، يقول.
في دفتر التحملات، إشارة واضحة، حسب المتحدث نفسه، عن نسخ مضامين دفتر التحملات الخاص بمدينة الرباط وإسقاطه بحذافيره على مدينة صفرو، حيث ورد ذكر “حمل النفايات إلى عكراش الرباط”، وفي آخر صفحاته كتبت عبارة: “A RABAT”.
ومن ناحية أخرى تساءل عن “أين سيذهب عدد مهم من العمال؟ هل سيحكم عليهم بالتشرد ليلتحقوا بالعمال الموقوفين من طرف الشركة الأولى؟”
عضو آخر من فريق المعارضة ندد بعدم أخذ ملاحظات الفريق بعين الاعتبار وعدم إشراكه في صياغة الدفاتر، موردا أن “صفرو أصبحت زبالة المغرب ولم تعد حديقته”، قبل أن يوجه كلامه إلى رئيس المجلس: “السيد الرئيس معارفش شنو باغي دير فهاد الضوسي.. كون كنتي مخدم الصفا كون السيمانة اللي فاتت تدار هاد العرض”.
كما استنكرت المعارضة تزويدها بـ116 وثيقة يجب عليها قراءتها والاطلاع عليها في حيز زمني قصير محدد في ثلاثة أيام فقط، قبل أن تسجل “سوء نية المجلس لتدبير هذا الملف”.
“لا يمكن أن تعطى الصفقة لأي شركة في شهر ماي، فعلى الأقل ينبغي استغلال أربعة أشهر أو خمسة كي يمر دفتر التحملات، “فهل سنضحك على الناس ونقول لهم أنه في ظرف شهر سندبر الملف بشكل تام؟”، تضيف المصادر نفسها.
كما ساءل عضو المعارضة رئيس المجلس الجماعي لصفرو: “علاش مفتحتيش الحوار طيلة السبعة أشهر التي ترأست فيها المجلس؟ علاش حتى بقات 45 يوم للصفقة؟ هذا علاش كنقولو ليك راك ممصفيش معانا”، قبل أن يطلب من المفوض الذي أحضره الرئيس من المال العام ليسجل ضد المعارضة، على حد تعبيره، (طلب منه) أن يسجل، بحضور الباشا أن رئيس المجلس يقول بأن هناك تهديد للنظام العام وهذا الأمر خطير، وصفرو مدينة تاريخية، وكان فيها تعايش مختلف الديانات ولم تقع فيها مشاكل أبدا.
كما وجه أصابع الاتهام نحو الرئيس وحمله مسؤولية “انتفاضة الخبز” التي عرفتها مدينة صفرو قائلا: “فالعهد ديالك سديتي التيران عامين، الناس بقات عاطياها للمخدرات والحريك بسبب عدم وجود متنفسات، فعهدكم كانوا كيحكموا لوبيات العقار وكانوا يتوزعوا الأراضي في الليل..”.
“الآن ملي جيتي وأنت تنتقم من المواطن الصفريوي، تمت الزيادة في الرخص، زتي فكلشي”، يصرخ عضو المعارضة في وجه الرئيس، قبل أن يطلب منه جلب أعضاء المجموعة البرلمانية الموضوعاتية المكلفة بتقييم الخطة الوطنية لإصلاح الإدارة إلى جماعة صفرو ليقفوا على العشوائية التي تسير بها.
وتحدى المستشار المعارض نفسه، في مداخلته، الرئيس أن يفسخ عقد الشركة المدبرة لقطاع النظافة، وقال: “تنتقد الشركة في كل مرة، دون أن تمتلك الشجاعة لفسخ عقدها”، قبل أن يضيف بأن المعقول هو تحديد دفتر تحملات مناسب يسمح بتقدم شركات مختلفة للمنافسة في إطار من الشفافية وليس إعداد دفتر تحملات على المقاس.