نائب للرئيس يجهل مكان تشييد المركب الثقافي!.. هل “يسطو” مجلس “وشاك” على مشاريع مجلس “الفلالي”؟

“ربطو علينا السلوكيات ديالكم، وباركة من التبرهيش السياسي”.. رسالة وجهها رشيد أسمات، فاعل سياسي ومدني من أبناء مدينة صفرو، إلى بعض المستشارين بالمجلس الجماعي لمدينة صفرو، ردا على بعض الخرجات، غير المحسوبة، لتسويق انطلاق مشاريع على صفحات موقع التواصل “فيسبوك”.

وتعرف مدينة صفرو، مؤخرا، جدلا كبيرا بسبب “صور” و”تدوينات” تنسب فضل مشاريع إلى المجلس المنتخب حديثا برئاسة عبد الحفيظ وشاك، عن حزب التجمع الوطني للأحرار.

لكن، هل تحاول أغلبية “وشاك” السطو على مشاريع مجلس “الفلالي”؟ وما هي حقيقة 300 مليون التي “يدعي” المجلس الحالي توفيرها لانطلاق أشغال بناء المركب الثقافي؟

مصادر متطابقة كشفت، في تصريحات لجريدة “الديار”، أن ادعاء بعض المستشارين، ومقربين منهم الذين يلعبون دور “الناطق الرسمي”، “وقوف” المجلس المنتخب الجديد وراء مشاريع التهيئة الحضرية  أو المركب الثقافي هو “ترامي” و”سطو”، مشددة، في نفس الوقت، على ضرورة التمييز بين الوقوف على سير هذه المشاريع وتتبعها، وهو حق مطلق لأصحاب الصفة داخل المكتب المسير الحالي، وبين تسويق ذلك على أنه “إنجاز”، وهو  الأمر المرفوض أخلاقيا وسياسيا.

وقالت مصادرنا الموثوقة أن المشاريع، التي يعمل البعض على تسجيلها “زورا” في سجل المجلس الجديد، صادق على اتفاقياتها المجلس السابق بالإجماع، في الوقت الذي عرفت توقفا لأسباب سياسية وانتخابية، رغم إعلان شركة العمران المكلفة بتنفيذ المشاريع، مع حصولها على نسبة 7 %،  (أعلنت) على أغلب الصفقات عبر طلبات عروض، وهي عراقيل مرتبطة، أساسا، بمحاولة “خنق” حزب العدالة والتنمية داخل المدينة، وفق تعبيرها، موضحة أن المدينة استفادت من 31 مليار سنتيم لتنفيذ هذه المشاريع بمساهمة من قطاعات وزارية متعددة، موزعة على الشكل التالي: “10 ملايير و600 مليون مساهمة وزارة الإسكان، مليار و600 مليون مساهمة وزارة الثقافة، ملياران و700 مليون مساهمة من وزارة الماء، 6 ملايير ونصف تم تخصيصها من ميزانية المجلس الجماعي، و9 ملايير و500 مليون من وزارة الداخلية”.

“بعد هزيمة”الإخوان” و”طردهم” من المجلس، تم عقد اجتماعات لإعطاء انطلاقة بعض هذه المشاريع، وتنزيلها على أرض الواقع، وهو ما يحاول بعض المستشارين الركوب عليه، بنشر صور للرئيس و”حاشيته” في الأوراش مع تعليقات وتدوينات “تستغبي” ساكنة المدينة”، تقول المصادر نفسها.

وعن حكاية 300 مليون، مساهمة المجلس الجماعي “الحالي” في مشروع المركب الثقافي، الذي تبلغ ميزانيته الإجمالية 2,5 مليار سنتيم، أوضحت مصادر جريدة “الديار” أن ما يتم ترويجه بهذا الخصوص هو مجرد “ادعاء” وافتراء” ينم عن “جهل” أصحابه بالحقائق، حسب تصريحاتها.

وأفادت المصادر نفسها أن اتفاقية الشراكة التي صادق عليها المجلس الجماعي السابق مع وزارة الثقافة تنص في بنودها على مساهمة مدينة صفرو بمبلغ 300 مليون في بناء المركب الثقافي، قبل أن يتضح أن “سوء تفاهم” حصل بين الوزارة والمجلس السابق، حيث أصر جمال الفلالي، رئيس المجلس الجماعي السابق عن “البيجيدي”، على أن هذا المبلغ هو ثمن الأرض التي سيقام عليها المشروع، بينما شددت الوزارة على أن الاتفاقية لا تتحدث عن “العقار” وإنما عن مساهمة مالية، وهو ما اطلعت عليه جريدة “الديار”.

مصادرنا أضافت، في هذا السياق، أنه رغم هذا “الاختلاف” أعلنت شركة “العمران” عن طلبات العروض الخاصة بهذا المشروع مرتين، بسبب عدم تقدم الشركات بعروضها لإنجاز المركب في المرة الأولى، بينما تقدمت شركة واحدة في المرة الثانية مقترحة مبلغا يفوق ذاك المحدد من طرف شركة “العمران”، قبل أن تضيف أنه أمام هذا “الطارئ” طالبت وزارة الثقافة و”العمران”، بعد الانتخابات و”خروج” العدالة والتنمية من البلدية، بمساهمة المجلس الجماعي التي تنص عليها الاتفاقية.

وذكرت مصادرنا المطلعة أنه في آخر اجتماع تقني حول الموضوع، حسب محضر اللقاء الذي عقد قبل أسبوعين، تم الاتفاق على التزام الجماعة بالاتفاقية، في إطار استمرارية المرفق العمومي، وتجاوز “سوء الفهم” حول  العقار الذي سيشيد فوقه المركب ومساهمة المجلس المشار إليها في الاتفافية، مؤكدة على أنه تم التشديد على ضرورة انطلاق “الأشغال الكبرى” وتمويلها من طرف الشركاء، ومنح الجماعة الوقت الكافي لتجهيز المبلغ وتخصيصه للأشغال “الطفيفة” عند نهاية البناء.

مصادرنا لم تستبعد أن يتم الاكتفاء بمساهمات الشركاء لتجهيز المركب وتحتفظ الجماعة بأموالها.

هذا هو “النسب الحقيقي” لمشاريع الجماعة، تحسم المصادر ذاتها في جدل المشاريع ومن صاحبها، وكل ما يحاول البعض تسويقه ونشره على نطاق واسع يمكن اعتباره “كذبا” و”عبثا”، داعية، في نفس الوقت، “من يهمهم الأمر” إلى الكف عن “التنقاز الخاوي” و”التنظير” والانشغال ب”ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..”.

وفي إطار “التخربيق” دائما، حسب تعبيرها، كشفت المصادر عن “نكتة” عدم معرفة نائب لرئيس المجلس الجماعي، يشتبه في وقوفه وراء هذه “الشطحات التواصلية”، حيث أكدت أنه تم إخبار هذا المستشار بحلول الشركة المكلفة بتشييد المركب الثقافي لتحديد الورش وتسييجه، ليجيب: “واش فالسلاوي؟”، قبل أن تتابع ساخرة: “واش لي معارفش فين جات المشاريع.. يتكلم على المساهمة وجلب المشاريع؟”.

مسلسل “الطنز” على “صفراوة” لا يتوقف هنا، فحسب مصادرنا المطلعة، فإن الحديث عن مساهمة المجلس الحالي وتخصيص 300 مليون، سواء عن طريق الداخلية أو من ميزانية المجلس تنم عن جهل “مركب”، في غياب أي مقرر جماعي إثر مداولة المجلس في إحدى دوراته حول هذه النقطة، وكذلك بسبب “العجز الكبير” في الموارد المالية الذي يتحدث عنه رئيس المجلس ونوابه دون توقف لتبرير العديد من القرارات التي خلفت استنكارا لدى المعارضة والساكنة.

“عجز لم تدفع مستشاري بلدية صفرو  إلى الإعلان عن التخلي عن الامتيازات التي يستفيدون منها، أزيد من 46 مليون سنويا، في مبادرة قد تحسب في “ميزان حسناتهم”، بدل “التباكي” واستنزاف جيوب المواطنين، وكذلك بدل “استنفار” سيارة الجماعة وسائقها لتنقل مستشارة إلى نشاط، على بعد خطوتين من المجلس الجماعي، فقط من أجل سواد عيونها”، تستطرد المصادر ذاتها.

من جهة أخرى، علمت جريدة “الديار” أن بعض نقاط الدورة الاستثنائية سيتم إعادة برمجتها في دورات مقبلة. بسبب عدم حصولها على الأغلبية خلال التصويت.

وقال مصدر مطلع إن بعض دفاتر التحملات الخاصة ببعض المرافق العمومية لم تحصل على أغلبية الأعضاء “المزاولين”، حسب الفصل 43 من القانون التنظيمي، مشيرا إلى أن هذه النقط تم التصويت عليهما في الجلستين الأخيرتين، في غياب عبد الحفيظ وشاك.

وأضاف مصدرنا  أن الموظفين تجنبوا إرسال مقررات المرفق العمومي التي لم تحصل على 16 صوتا إلى السلطة للتأشير والمصادقة عليها، تفاديا لـ”الحرج” أمام عدم دراية نائب للرئيس بالقانون.