هكذا خرج شباط “طويلا” من دورة جماعة فاس.. اشطيبة ينقلب على “الزيتونة” والأغلبية تنتخبه رئيسا لـ”لجنة المعارضة” بدعم من “بلطجية الفايق”

أحدث عبد الرحيم اشطيبة، مستشار في المجلس الجماعي بفاس باسم جبهة القوى الديمقراطية، مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن تمكن من الحصول على رئاسة لجنة التنمية البشرية والشؤون الاجتماعية، التي خصصها المجلس للمعارضة.

وبعد “سلاسة” في اختيار رؤساء باقي اللجان التي فاز بها مستشارون من الأغلبية، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة فاس، عرفت نقطة اختيار رئيس اللجنة، التي ينص القانون التنظيمي للجماعات المحلية على تخصيصها للمعارضة، فوضى وشنآن بين عبد السلام البقالي، عمدة فاس، وأغلبيته وبين “فريق” حميد شباط، الذي تمت تسميته بفريق “المواطنة” لحزب جبهة القوى الديمقراطية والذي صرح، إسوة بفريق العدالة والتنمية، بتخندقه في المعارضة.

سبب الفوضى، حسب ما عانيته جريدة “الديار”، التي حضرت أشغال هذه الدورة، يرجع إلى رفض شباط وفريقه تقديم 3 ترشيحات باسم جبهة القوى الديموقراطية، حيث تقدم الفريق بمرشحة، فيما تقدم كل من عبد الرحيم اشطيبة ويسرا المسقي بترشيحهما لرئاسة اللجنة بشكل فردي.

هذا الإجراء، جعل شباط ينتفض بقود ويعبر عن سخطه من “التكوليس” والهيمنة” التي تحاول الأغلبية فرضها على المجلس، قبل أن يشدد على ان شطيبة والمسقي لا يملكان الحق في التقدم باسم حزب “الزيتونة”، مبرزا أن شطيبة ينتمي إلى الأغلبية، “وقد قضى 3 أيام معها في السعيدية كيتفطح !”، وفق شباط.

وأضاف شباط أن ما يجري داخل هذه الدورة يضرب في العمق الأحزاب ويبعد الشباب عن السياسة، موضحا أن الأهم ليس رئاسة لجنة وإنما ماذا أعد المجلس لتنمية مدينة فاس وتطويرها”.

وفي رد على تصريحات شباط وبعض المنتمين إلى فريقه، الذين أصروا على أن اللائحة التي توصلت بها رئاسة المجلس، هي اللائحة التي تمثل المعارضة وأن القانون واضح في منحه رئاسة اللجنة إلى الفريق المتواجد في المعارضة، انفجرت يسرا المسقي في وجه شباط وفريقه، متهمة إياهم بسحب اسمها، عمدا، من لائحة الفريق دون أي مبرر، بعد أن سجلت اسمها مع الفريق مع بداية الجلسة، مستغربة من هذا الفعل، قبل ان تعلن عن إصرارها الترشح للجنة التنمية البشرية وتطالب “الزيتونة” بطردها.

من جهته اعترف اشطيبة بقضائه أياما مع الأغلبية في السعيدية، لكنه، في المقابل، أكد على أنه لم يسارع إلى “أولاد الطيب”، “قلعة” المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار رشيد الفايق، في رسالة موجة إلى من يهمه الأمر في حزب “الزيتونة”.

وأورد اشطيبة، في مداخلته، أنه لا ينتمي إلى الأغلبية ومتمسك بانتمائه لحزب جبهة القوى الديموقراطية، وبالتالي من حقه الترشح لرئاسة اللجنة المخصصة للمعارضة.

وأكد فريق العدالة والتنمية، قبل انسحابه من الجلسة، على أسفه لطبيعة النقاش الذي يسيء إلى ضوابط الأحزاب مؤكدا أنه لا تنمية بدون ديموقراطية وبدون أحزاب قوية.

كما عرفت نقطة اختيار رئيس لجنة المعارضة تدخل بعض المستشارين من الأغلبية الذين أصروا على رفض تأجيل الجلسة مطالبين شباط بحل المشاكل الداخلية لحزبه بعيدا عن قاعة الاجتماعات التي تحتضن الدورة الاستثنائية.

وأمام إصرار رئاسة المجلس على الاحتفاظ بجميع المترشحين لرئاسة لجنة المعارضة، اضطر حميد شباط إلى الانسحاب، رفقة فريق “المواطنة” لتنطلق عملية الانتخاب، التي فاز بها عبد الرحيم شطيبة بـ39 صوتا.

إلى ذلك، عرفت الدورة الاستثنائية حضور بعض “البلطجية”، الذين قاموا بالدعوة إلى التصويت، بغير حق، بينما حميد شباط يلقي كلمته حول “الكولسة” و”الهيمنة”، وهي الأفعال التي أكدها أحد “بلطجية فايق”، وفق تعبير أحد الحاضرين، عندما هنأ عبد الرحيم اشطيبة على حصوله على رئاسة لجنة التنمية البشرية بـ”ياك وفينا بالوعد ديالنا.. هانتا خديتي لجنة”!.

وعرفت نهاية الجلسة، تبادل التهاني والتبريكات بين بعض مستشاري الأغلبية، منتشين بإخراج حميد شباط “طويلا” من المسلسل الانتخابي قبل أن يقوم الرئيس بتنبيههم إلى ضرورة التزام الهدوء لتلاوة برقية الولاء.

وقالت مصادر لجريدة “الديار” إن هذه الواقعة تؤكد وجود أزمة طاحنة في بيت “الزيتونة”، وهي الأزمة التي بدأت منذ انتخاب رؤساء مجالس المقاطعات، حيث عبر اشطيبة عن رغبته في أن يترشح لرئاسة مجلس مقاطعة زواغة، بينما رفع شباط الفيتو في وجهه، ورفض هذا المقترح، رغم أنه أكد في بلاغ سابق بأنه ترك حرية الاختيار في التصويت والترشح لأعضاء حزبه الناجحين في الانتخابات الجماعية الأخيرة.

وانتمى اشطيبة سابقا إلى حزب الاستقلال، وكان من أعضاء المكتب المسير لرابطة الأساتذة الجامعيين التابعين لحزب الاستقلال. وظل اسمه مقترنا بشباط، حيث خاض معه المعارك في الحزب، وغادر معه صوب “الجبهة”، وشارك في لائحته للانتخابات الجماعية.