“شوهة” ندوة صحفية “مؤدى عنها”.. “الأحرار” بفاس يراهنون على “الأظرفة” مقابل “التغطية”

“التغطية الصحفية مقابل المال”.. هكذا يراهن حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة فاس على وسائل الإعلام لكي “تساهم” معه في “تلميع” الواجهة، وهو يرتب الأوراق لتنظيم ندوة صحفية، يوم الأحد المقبل، بالعاصمة العلمية، لـ”تقديم” برنامجه الانتخابي، ومعه مرشحيه.

وفي هذا السياق، اتصلت إحدى المكلفات بمهمة التواصل مع وسائل الإعلام بإدارة جريدة “الديار”، وكان أمر الإخبار بموعد تنظيم الندوة والموضوع الذي ستعالجه عاديا، ويدخل ضمن الروتين اليومي لعمل الصحافة، لكن الصادم أن المكلفة بمهمة “شراء” التغطيات الإعلامية، طلبت من مدير الجريدة تحديد “الأتعاب” المقترحة لحضور هذه الندوة و”تغطيتها”، وذلك لـ”برمجتها”، وهو الأمر الذي يثير السخط والتذمر ويكشف حجم الانتهاك الصارخ لمبادئ العمل السياسي النبيل، وحجم “الانحطاط” و”الدمار” الذي أصاب، من جهة أخرى، بعض المواقع المحسوبة “زورا” على القطاع الإعلامي التي تنشر مقالات “مؤدى عنها” دون أن تكلف نفسها عناء الإشارة إلى أن المادة “إعلانية” احتراما للقارئ ولأخلاقيات المهنة.

“الديار” أكدت للمكلفة بمهمة “شراء” تغطية الندوة الصحفية، بأن مواكبة مثل هذه الندوات، كغيرها من المؤتمرات واللقاءات والأحداث، وحتى ذات الصلة بالموسم الانتخابي، تندرج في إطار صميم الممارسة المهنية التي تؤديها مختلف وسائل الإعلام في إطار القيام بوظائفها الإخبارية والتثقيفية والتوعوية والرقابية، في علاقتها بالجمهور، وبحسب خلفيتها التحريرية، دون مقابل حفاظا على حيادها ومصداقيتها.

وأكد مدير جريدة “الديار” للمكلفة بمهمة “شراء” الصحفيين استعدادا لـ”التغطية” عن الندوة الصحفية لـ”الأحرار” بفاس بأن هذه العملية تعتبر أكبر إساءة للعمل السياسي وإهانة للعمل الصحفي، قبل أن يشير إلى أن مثل هذه الفضائح يجب أن يفتح بشأنها المجلس الوطني للصحافة تحقيقا، ويجب على حزب أخنوش على الصعيد المركزي أن يتخذ بشأنها إجراءات صارمة.