زكريا القيسي يكتب: “مناورات” شباط.. تنديد من معارضيه وصمت من نزار بركة!
حميد شباط شخصية تحب خلق الحدث وتصدر عناوين الصحف بأي أسلوب، مهما كان المهم يثير الجدل، فمنذ عودته إلى أرض الوطن وهو يستفز “إخوانه” قبل خصومه بخراجاته الاعلامية واجتماعاته المتتالية كما كان في السابق، وتناسى بأنه أصبح برلمانيا فقط، ولم تعد له المكانة القيادية التي تعطيه حق “الزعامة”، لكن كل هذا يتم بتشجيع من “اتباعه” الذين عادوا لحنين الماضي.
فأول شيء قام به، هو عقده اجتماعات “سرية”، في عز الحجر الصحي ومنع التجمعات، بعدها قام بخرجات ميدانية بمعظم شوارع مقاطعات العاصمة العلمية، ومن تم أصبح يبعث رسائل مشفرة للخصوم بأنه عاد ولن يتقاعد كما هو متعارف عليه داخل حزب الاستقلال، أو كما سبقه لذلك العرف الأمناء السابقون للحزب، بعدما صاروا من رموز تاريخ حزب الاستقلال ومرجعا يتم اللجوء إليهم كلما دعت الضرورة.
كل هذا لم يشفي غليل الزعيم السابق، بل تجاوزت مناورته الاجتماعات والخرجات، وقام بمحاولة استقطابات “غريبة” من داخل الذراع النقابي لحزب الاستقلال (إ.ع.ش.م)، ومحاولة إحداث شرخ بالمكتب الاقليمي للنقابة وقام بتأسيس ما باث يعرف بـ”التنسقيات” وأهمها “تنسيقية موظفي الجماعات المحلية” ونحن على أبواب انتخابات المناديب واللجان المتساوية الأعضاء.
خطوة، مثل هذه، جعلت الكاتب الاقليمي لنقابة الاستقلال يعقد اجتماعا للمكتب الاقليمي وصياغة بيان استنكاري شديد اللهجة، مصوبا سهامه لصاحب مقولة “مبروك العيد” ونعته بـ”المنتهي الصلاحية”، ولأتباعه بـ”تيار الردة”، كما أعلن عن تبرئه من تلك “التنسقيات” المحدثة والتي وصفها بفاقدة للشرعية التنظيمية، بل جاءت من فئة مشبوهة تحاول خلق البلبة والتشويش على عمل مكتبه الاقليمي وإجهاد حركيته.
لم تنتهي مناورات السيد حميد شباط عند هذا الحد بل قام بخطوة جريئة وفي مصلحة الحزب، حسب بعض اتباعه، جعلت بعض الشخصيات الاستقلالية المعادية للأمين العام السابق وكذلك من قدموا ترشيحهم باسم الاستقلال بنفس الدائرة يشجبوا ويستنكروا “جلبه” لنائب برلماني بلائحة الشباب الاستقلالي ونجل أمين عام سابق لحزب الاستقلال و”تزكيته” شفويا في اجتماع لبعض ممثلي فرعين للحزب بالدائرة الشمالية، كمرشح لنفس الدائرة.
هاته الخطوة جعلت أحد الفروع المعنية بصياغة بيان تتبرأ ممن حضر اللقاء بمقر شباط وتستنجد بالأمين العام الحالي من أجل التدخل العاجل والحد من هاته الممارسات التي اعتبروها غير أخلاقية من حيت المبدأ وغير قانونية من حيت التنظيم وعززوا كلامهم بالرجوع الى مخرجات الاجتماع الاخير للمكتب التنفيذي للحزب والذي خلص الى تشكيل لجنة الترشيحات من أعضاء المجلس الوطني للبث في الترشيحات المقدمة بالمدن الكبرى، ما يفسر أن السيد حميد شباط تجاوز موقعه كبرلماني حسب كلامهم.
وفي نظرة عامة لكل هاته التطورات نلاحظ صمت القيادة المركزية على كل التجاوزات السالفة الذكر، واستغراب قواعد الحزب عن سبب سكونها، حيث لم تصرح بموقفها: هل هي مع توجهات شباط داخل مدينة فاس ومخططه الذي يحاول رسمه امام مرئ ومسمع الجميع وفي كل لحظة يتم تداول إشاعة ما بعدم تزكيته؟
الجواب يمكن تلخيصه في تصريح لقيادي من داخل الحزب، في خرجة إعلامية قبل أيام، اعتبر فيه شباط “أخا” وأمينا عاما سابقا وقياديا يجب احترامه، وأن كل ما يتداول لا أساس له من الصحة..
يتبع
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة