ياسر منينة يكتب: متى سنتعلم الدرس؟!

تعجبني قولة “كل إناء يصدح بما فيه” فهي تعبر عن ما يجول في خاطر البعض، لن أطيل عليكم فلسنا في معرض يسمح لنا بذلك فخير الكلام ما قل ودل خصوصا في هذه الظرفية الحرجة، حيث المجتمع بجميع أطيافه معبأ للتصدي للجائحة التي تضرب العالم بأسره.

في خضم هذه الظرفية الصعبة والصعبة جدا، لا يزال البعض يفكر بنفس الطريقة البدائية المنهزمة وهي استغلال الفرصة السانحة للنيل من الآخر، الآخر المخالف للرأي فقط، فمثلا عندما يخصص دكتور كبير كالريسوني حيزا من وقته الثمين ليتواصل ويتفاعل من خلال لقاء مفتوح بث باستخدام تطبيق هاتفي، ويقدم شيئا من نوادره المفيدة ( فتاوى؛ إرشادات…) التي أفادت المجتمع المغربي بل وحتى المجتمعات الأخرى، لم يخرج البعض سوى بخلاصة “أن المتتبعين كانوا كثر وأن هذه رسالة للعلمانيين”!!

إلى متى سنظل بهذه العقلية الجوفاء التي تعتبر نفسها الفرقة الناجية تنظر إلى الآخر – وهو كل مخالف للرأي – نظرة إقصاء ومحاربة (ربما لم يخطر ببالهم أن ما يطلقون عليهم اسم العلمانيين أو “الكفار” هم من سهلوا اللقاء بإنشاء وتوفير الوسائل التقنية وإتاحتها للجميع دون استثناء).

ألم تأتي كورونا بدرس واحد وهو أن المجتمع المتماسك وحده من يستطيع الصمود أمام الآفات، فلماذا لا يزال البعض مصرا على التفريق بدوافع إيديولوجية مقيتة.

يجب أن نتعلم من كورونا التعاون ومد اليد والعمل مع الجميع من أجل أن تبقى البشرية ومن أجل أن يعيش الإنسان – الإنسان بكل أطيافه – هكذا فقط سنكون الفرقة الناجية، بعيدا عن التعصب للرأي.

إذا كان كورونا مرضا أصاب العالم بالشلل الحركي وأقعد الجميع في داره، فسيرحل هذا المرض لا محالة، فالمتعافون كثر والحمد لله، وسيرفع الله هذا البلاء بلا شك، لكن مرض العقول يصيب بالشلل الفكري وسيظل مستشريا والمصابون كثر مع الأسف، فإن لم نتعلم من كورونا تنظيف العقول قبل الأيدي فمتى سنتعلم!!.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة