نبيل الريفي يكتب: حزب السباحة!

لم يلتفت الجميع، كما يجب، إلى ما حدث في شمال مملكتنا المغربية يوم أمس، حيث أقدم حوالي 70 شابا من تطوان والفنيدق على المخاطرة بالهجرة سباحة نحو مدينة سبتة السليبة، محركهم هو العيش تحت رحمة الدولة الإسبانية بدل الدولة المغربية التي لا زالت تتخبط في “الانتقال الديمقراطي” منذ عقود..

هذه الأحداث التي سيستغلها دون شك أعداء الخارج، لعلها ستكون درسا لنا وستفيدنا في الداخل وتساعد كل من يبحث عن تشخيص لفشل النماذج التنموية المغربية بعد 65 سنة من الاستقلال والتخبط الاقتصادي والهشاشة الإجتماعية ومراكمة ديون خارجية تفوق المليار دولار، إضافة إلى أزمة توزيع عادل للثروات، حيث فشلت الحكومات المتتالية والمتناوبة على التسيير في تحقيق استقرار ذاتي للإنسان المغربي، وإرساء حلول مجتمعية يعيش عبرها، مرتاحا، مبادئ الحرية والكرامة..

في سياق محاولة هؤلاء الشباب للهجرة نحو سبتة، وتزامنا مع تسجيل موت أحدهم غرقا في البحر الابيض المتوسط، يتصارع فوق اليابسة المغربية الأمناء العامون للأحزاب وممثلي الأمة في البرلمان ومستشاريها وجميع “الكائنات” الانتخابية، ويتزاحمون حول توزيع وتوظيف القفة الرمضانية في استحقاقات 2021، ويتنافسون حول منح التزكيات الانتخابية للأعيان لشراء الذمم وكسب الأرقام في “حرب” التحالفات الحكومية، وترسيخ ممارسات “دنيئة” تنزل بالعمل السياسي نحو الحضيض وتزيد من عزوف الشباب عن اللعبة السياسية وبالتالي هروبهم سباحة إلى اوروبا..

الحقيقة الصادمة هي أن اللوائح الانتخابية سجلت مشاركة جد ضعيفة لا تتخطى 8٪ من الشباب أقل من 24 سنة، و هذا دليل على أن خطاباتكم و خططكم السياسية ودسائسكم الماكرة لم تعد مسموعة بتاتا من شبابكم أيها “العجزة” العاجزون..

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة