فاطمة قدوري.. ممرضة رمز للصبر والتضحية في سبيل هزم فيروس “خطف” زوجها

تحتفل نساء قطاع الصحة بالمغرب عموما، وبجهة فاس مكناس خصوصا، بعيد المرأة لهذه السنة في ظروف “جائحة” كورونا، والتي كن خلالها مثالا للتضحية ونكران الذات في سبيل الحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين، عبر الانخراط في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء.

وهنا لا بد أن نستحضر نساء من طينة فاطمة قدوري، ممرضة متعددة الاختصاصات، والتي تشتغل كمنشطة في برنامج الكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم وبرنامج تنظيم الاسرة في مندوبية الصحة بإقليم بولمان، والتي لا يختلف اثنان على مهنيتها العالية وتفانيها في العمل.

من المعلوم أن إقليم بولمان ظل في منأى عن الوباء لمدة طويلة، إلى أن أعلنت السلطات الصحية عن تسجيل أولى الحالات، لينطلق “العداد” بالإقليم مع تزايد الإصابات المسجلة، لتلبي فاطمة، إسوة بزميلاتها وزملائها، نداء الواجب لمواجهة العدوى، وهي المهمة التي أبلت فيها البلاء الحسن دون كلل او ملل.

ولأن الفيروس سريع الانتشار، قضت مشيئة الله أن تقع فاطمة فريسة للفيروس اللعين لتفقد جنينها بسبب مضاعفات الإصابة.

المعاناة مع كورونا لا تقف عند هذا الحد بالنسبة لقدوري، بل استمرت بعد تأكيد إصابة أبنائها وزوجها العليل وبعض الأفراد من عائلتها أيضا، قبل أن ينزل الخبر الصاعقة والمصاب الجلل: مغادرة الزوج ووالده إلى دار البقاء، بعد أن تمكن منهما الفيروس.

وفاة تركت هاته الشابة حائرة بين أبناء صغار وأسرة أصبحت معيلها الوحيد وواجب مهني يتمثل في مواجهة “عدو” كان سببا في “خطف” أقرب الناس إليها.

فاطمة رفعت التحدي في أقسى موقف كان عليها أن تتحمله، ونجحت فيه بقوة وجدارة.

مرت الأيام صعبة، تجرعت مرارتها بكل شجاعة ورباطة جأش، لتعود ألى صفوف المجندين في الصفوف الأمامية رفقة زملاءها وزميلاتها في العمل لتواصل تدبير الحالات وتواسي المصابين وتخفف آلامهم والام اقرباءهم.

مع توالي الأيام، دخلت المملكة المرحلة الحاسمة في القضاء على الوباء، والمتمثلة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، بعد إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الانطلاقة الفعلية لها، لتتجند فاطمة من جديد وتجوب المسالك الوعرة والقرى النائية لتلقيح المسنين والعاجزين، معلنة تعبئتها الكاملة وإصرارها على الانتصار على هذا الفيروس اللعين.

في هذا العيد الأممي للمرأة، لا يسعنا الا أن نشد على يد هاته السيدة العظيمة بحرارة: “سيدتي فاطمة لن تكفينا كل كلمات الشكر والثناء.. فأنت رمز البذل والعطاء والتضحية.. وكل عام وأنت رائعة”.

 

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة