ياسر منينة يكتب: العدالة والتنمية.. سقوط “آخر ورقة”

لا شك في أن كل من يأسره منظر الطبيعة وهي تكتسي برداء أخضر يشرح الصدور ويبهج الأنفاس، يعلم أن هذا المنظر سبقه تساقط جميع أوراق الشجر تعقبه سقوط أمطار الخير في تعاقب منتظم لفصول السنة…

لسنا هنا بصدد التفسير لظاهرة لا تحتاج إلى تفسير بل كان لابد من ذكر هذه المقدمة لتوضيح مدى تباين وتعارض معنى سقوط “آخر ورقة” عند الطبيعة وعند الإنسان، فأن يرمي الانسان بآخر أوراقه يعني أنه استنفذ جميع الحلول ولم يعد بيده خيار آخر في سبيل خروجه من المأزق الذي يعيش فيه.

يتضح هذا المعنى لنا جليا عندما ننظر في حالة حزب العدالة والتنمية وهو يرمي بآخر أوراقه المتجلية في التلاحم والتآزر والثبات على نفس الموقف من الجميع بدون استثناء، وهو الحزب الذي تميز من بين جميع الأحزاب بتراص صفوفه وحرص أعضاءه على السير وراء القيادة وإن كان على حساب الرأي الشخصي، هذا الالتزام والانضباط الفريد من نوعه كان حصرا على هذا الحزب الذي تصدر نتائج الانتخابات وحصل على عدد كبير من أصوات المغاربة.

بيد أنه لم يرق إلى مستوى تطلعاتهم، لم يفي بوعوده التي قطعها على نفسه، لم يحقق أهدافه التي طالما تغنى بأنها الأجرأ والأجدر بين المنافسين، أصبح حزبا منهكا بسبب الخلافات الداخلية، في كل مرة يسجل أعضاءه مواقف متباينة ومتناقضة خلاف ما كانت عليه في السابق، ما يبعث على التساؤل وهو كيف سيعد هذا الحزب للاستحقاقات الانتخابية القادمة وقد رفع الراية البيضاء وسلم معظم منتميه بالهزيمة التي سيتعرض لها قبل حتى أن تبدأ الحملة وترسخت في أذهانهم أن الحزب سيتذيل آخر المراتب في نتائج الانتخابات في سابقة تاريخية لأول حزب يتصدر نتائج الانتخابات ويتذيل ترتيبها في التي تليها.

ويبقى هذا التساؤل مطروحا إلى أجل مسمى، وسنتابع عن كثب ما إذا كان الحزب سيتحدى نفسه ويحاول تدارك أخطائه في الوقت الضائع لكي يحفظ ماء وجهه في الاستحقاقات القادمة أم سيدخل غمار الانتخابات مستسلما لإرادة المغاربة العزمين على معاقبة الحزب انتخابيا أم أن هناك سيناريوها آخر سيحدث، معرفة مآل الأمور لن تأخذ وقتا طويلا.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة