الدكتورة شفيقة غزوي تكتب: يوميات كورونا.. عندما يكون الألم مضاعفا
في زمن كورونا تتوالى القصص والحكايات، بل التجارب القاسية والدروس والعبر تجعل كلا منا، سواء بإرادته او مسلوبها، إما واعيا أو لاهيا غير مكثرت، يقف مذهولا أمام جبروت هذا الكائن اللعين الذي حول حياتنا إلى شك قاتم، ودائم الريبة في كل شيء.. في المار أمامنا، في الكؤوس، في الطاولات، في مقابض الأبواب، في النظرات وفي الهمسات.
كانت بالامس القريب حياة هادئة تلقائية عادية الى أن حل هذا الضيف الثقيل الذي لم يتوارى مع تقلبات الطقس و لفحات القيظ.
لم يرحم شيخا هزيلا ولا كهلا يائسا ولا شابا مقبلا على الحياة.
استهترنا واستهزئنا به إلى أن ينزل الخبر الصاعقة: “العينة إيجابية “.. ماذا فعلت؟ ماذا جنيت؟ من خالطت؟ ويكثر الإحساس بالذنب عند وجود أم طاعنة في السن أو قريب ذو مرض مزمن، ليكبر هذا الشعور عند إصابة أحدهما او كلاهما.
لتبدأ رحلة المعاناة وتأنيب الضمير والعذاب القاتل الأم المصابة تصارع الموت تحت رحمة الله وجهاز التنفس الاصطناعي، ليأتي الخبر الحزين لقد فعلنا مافي وسعنا لكن الله أرادها الى جواره.
حزن دفين وألم مضاعف، لا يمكنكم توديعها، لا يمكنكم رؤيتها، لا يمكنكم دفنها.. كل ذلك محظور.
تبا له من كائن مقيت، علي بن أبي طالب قال قولته الشهيرة لو كان الفقر رجلا لقتلته ونحن نقول : “بعزمنا و إصرارنا و كل ما أوتينا من قوة سنتصدى للوباء وسننتصر”.
* طبيبة ومسؤولة التواصل بالمديرية الجهوية للصحة بفاس مكناس
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة