نبيل الريفي يكتب: “تازة الخضراء.. اصفرت!”
تازة، المدينة الجميلة التي كانت تزهو ببساتينها الخضراء على سفوح الأطلس المتوسط، أصبحت اليوم تشكو من مساحات صفراء قاحلة. بعد سياسات مائية فاشلة منذ ربع قرن، تم الإجهاز على الكثير من المنابع المائية الصافية، وتم تحويل المياه العادمة إلى المجاري الطبيعية الربانية، وتأخر بشكل متكرر إنجاز مشروع محطة المعالجة. يضاف إلى هذا تحايل مسيري المجالس على إدراج ميزانيات وهمية لصيانة المساحات الخضراء، مما فتح الباب أمام صرف وهمي لمبالغ الصيانة وإلصاق جو “الإصفرار” بشح الأمطار والجفاف.
شهدت تازة خلال العقدين الأخيرين زحف “العقاريين” (أغلبهم سياسيون) دون تخطيط على الحقول المحاذية وتحويلها إلى كتل إسمنتية دون معنى عمراني. وفي الوقت نفسه، لم يتم استغلال المياه السطحية التي تغادر المنطقة من كل الجهات، فيما انشغل المجتمع المدني باللهث وراء الدعم عوض دق جرس الخطر البيئي.
الحلول واضحة ومعروفة لأهل البيئة:
– يجب الإسراع في إخراج مشروع محطة المعالجة إلى الوجود والكف عن استغلاله سياسياً.
– يجب الدفاع عن إقليم تازة أمام المؤسسات الحكومية لينال حظه من السدود التلية والكبيرة، إلى جانب تفعيل الرقابة الصارمة على منح رخص تجزيئ الأراضي الفلاحية وربط كل تهور بالمحاسبة الفورية.
– الإعلام والمجتمع المدني مطالبان بالاستيقاظ من غفوتهما إزاء الخطر البيئي، فاستمرار صمتهما يدل على تواطؤهما في الأمر.
أليس من العار أن ننتظر من سياسي يبني “قصره” الأخضر خارج المدينة والإقليم، أن يتبنى المسؤولية البيئية بجد ويحافظ على المساحات الخضراء ويقوم بصيانتها؟
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة