بعد تصريحات “مستفزة” ضد “حراك التعليم”.. الوزير بنموسى يلغي خرجته الإعلامية ويطلق الدعم “عن بعد” ويعين أضرضور في منصب “الحوار”

قرر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إلغاء ندوة صحفية كان قد سبق له أن أعلن بأنه سيعقدها، مساء اليوم الأربعاء، 22 نونبر الجاري. وجاء قرار العدول عن هذه الخرجة الإعلامية في سياق مقاطعة جل النقابات المشاركة في جلسات الحوار القطاعي لاجتماع دعت إليه الوزارة، يوم أول أمس الإثنين، واتخاذها لخطوات تصعيد للمطالبة بـ”إسقاط” النظام الأساسي والتي اعتبرت بأنه نظام في صيغة مخالفة للمشروع الذي تفاوضت بشأنه مع الوزارة.
كما جاء قرار إلغاء هذه الخرجة في سياق استمرار “الحراك” التعليمي، في أسبوعه الخامس، وإعلان حالة الشلل في مؤسسات التعليم العمومي، رغم تصريحات “مستخفة” لمسؤولين حكوميين كانت تحاول أن “تسفه” هذه الخطوات الاحتجاجية للشغيلة التعليمية والتي تطالب بإسقاط النظام الأساسي الذي تصفه بالمأساوي.
وكانت خرجات سابقة للوزير بنموسى قد تسببت في تأجيج الاحتقان في قطاع التعليم، حيث قلل من أهمية الإضراب، وقال إن نسبة قليلة فقط من العاملين في القطاع هي التي انخرطت فيها. وعمدت الوزارة إلى الاقتطاع من أجور المضربين في محاولة اعتبرت بأنها ترمي للضغط على الأساتذة.
وإلى جانب إلغاء الندوة، فقد أنهى الوزير بنموسى مهام محمد بنزرهوني، مدير الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة، وكلف محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة بتدبير مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة. وقالت الوزارة إن قرار إنهاء مهام بنزرهوني جاء بناء على رغبته وطلبه، مضيفة بأن تكليف أضرضور، المعروف بخرجاته المدافعة عن النظام الأساسي، هو قرار مؤقت، إلى حين تعيين مدير(ة) لهذه المديرية، وفق المساطر الجاري بها العمل.
وبالنسبة للوزارة، فقد راكم محمد أضرضور تجربة مهنية في تعليم الناشئة والارتقاء بالتعلمات داخل الفصول الدراسية، كأستاذ للتعليم الثانوي غيور على المهنة النبيلة، ثم مفتش تربوي بذات السلك، فنائب للوزارة بعدة أقاليم، ومدير أكاديمية بعدة جهات.
ويشير المتتبعون إلى أن هذا القرار بدوره له علاقة بالاحتقان في القطاع، حيث تراهن الوزارة على أضرضور لمحاورة النقابات الغاضبة، وربما فتح قنوات اتصال مع التنسيقيات في الميدان، وهو ما فشل فيه بنزرهون والذي وجد نفسه يواجه انتقادات لاذعة من قبل النقابات التي تشارك في الحوار الاجتماعي.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه فئات واسعة من رجال ونساء التعليم بأن النظام الأساسي يجب سحبه وإلغاؤه، استمر الوزير بنموسى في الدفاع عن جودته، وظل يعتبر بأن العاملين في القطاع لم يستوعبوا أهميته بسبب شبكات التواصل الاجتماعي.
وإلى جانب الاحتقان في القطاع، فقد انضافت احتجاجات الآباء والأمهات إلى المشهد، حيث نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية وصدرت الكثير من البيانات التي تحمل المسؤولية للحكومة في هذا الاحتقان، وتطالبها باتخاذ إجراءات عاجلة لتجاوز الوضع ومواجهة مخاطر هدر الزمن المدرسي.
وعمدت وزارة بنموسى، في هذا السياق، إلى الإعلان عن انطلاق الدعم التربوي الرقمي “عن بعد”، مجانا، للتلميذات والتلاميذ عبر المنصة الوطنية «TelmidTICE» والتطبيق الجوال المرتبط بها.
وقالت، في بلاغ صحفي، إن هذه المبادرة تأتي في سياق مواصلة توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وخاصة ما يتعلق بالدعم التربوي الموجه لمعالجة التعثرات الدراسية في حينها، وتعزيز التعلمات الأساس والكفايات اللازمة.
وبحسبها، فإن هذه المنصة تتميز بسلاسة وسهولة التسجيل وتصفح محتوياتها، حيث تتضمن فهرسة ذكية تسهل على المتعلمات والمتعلمين الحصول على المعارف والكفايات التعلمية المراد اكتسابها، فضلا عن اتسامها بخاصيتي التقاسم والتحديث المستمر لكل مادة دراسية، مما يتيح لكل مستخدميها تقاسم المستجدات والدروس المتوفرة وفق المنهاج الدراسي الوطني.
وتشمل المحتويات وسائل رقمية تتمثل في دروس تعليمية مصورة، وتمارين تفاعلية، وامتحانات تجريبية إشهادية تتوافق مع المنهاج الدراسي الوطني، حيث تضم ما يقارب 12.500 مورد رقمي، منها حوالي 11.000 درسا تعليميا، وما يقارب 1.000 من التمارين، وأكثر من 500 نموذجا من الامتحانات الإشهادية، تورد الوزارة، بينما يشير عدد من المتتبعين إلى أن تجربة جاحة كورونا أثبتت محدودية هذا التعليم “عن بعد” في قطاع عمومي يعاني جزء مهم من المعنيين به من الهشاشة الاجتماعية، وتحتاج فيه العملية التعليمية التعلمية إلى تواصل مباشر بين الأستاذ والتلاميذ.