معطيات “غير سارة” وفعاليات تنتقد سياسة “الترقيع”.. هل سقطت حافلات النقل الحضري “الجديدة” بفاس في أول اختبار؟

المعطيات في الميدان بخصوص الحافلات “الجديدة ” المستعملة والتي بدأت تجوب شوارع فاس قادمة إليها من مرابد الدار البيضاء، لا تبشر بأن القادم سيكون أفضل بالنسبة للمرتفقين الذين يمنون النفس منذ سنوات بأسطول ذو جودة، وينتظرون تنفيذ التحالف الرباعي في المجلس الجماعي لوعوده “الرنانة” والتي تحدثت في أكثر من مناسبة عن ضرورة تجويد خدمات هذا المرفق العمومي.

فقد “سقطت” إحدى الحافلات “الجديدة”، صباح اليوم الخميس، حوالي الساعة التاسعة صباحا، في طريق إيموزار، وتحديدا بالقرب من المقر القديم للمحكمة الابتدائية، بسبب عطب ميكانيكي ألم بها. وتفرج العشرات من المواطنين على هذا المشهد المؤلم لحافلة، ضمن 34 حافلة، تم استقدامها في الأيام الأخيرة، لتستأنف العمل في العاصمة العلمية بعدما انتهى بها العمل في الدار البيضاء. وليس هذا فحسب، فقد تسبب هذا “التوقف الاضطراري” في عرقلة حركة السير في وقت من أوقات الذروة في شارع يعتبر من أكبر الشوارع بالمدينة.

وتزامن هذا العطب مع خرجات للطلبة في الكليات المفتوحة لظهر المهراز للمطالبة بخدمات نقل في المستوى، واستعرضوا مجددا محنتهم مع حافلات بالكاد تصل إلى المركب، وعندما تصل فإنهم يضطرون إلى تكبد “جحيمها”، معتبرين بأن الوضع مع هذه الحافلات لا يطاق.

أياما قبل أن تخرج الحافلات المستعملة لتجوب شوارع المدينة، بعد صباغتها بألوان “زاهية”، قال العمدة البقالي إن الأمر يتعلق بـ”وضع مؤقت”. وحاول أن يشرك معه في مسؤولية استقدام هذه الحافلات مصالح وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن اجتماعا حاسما عقد بالمقر المركزي لوزارة الداخلية، حضره إلى جانب الوالي ازنيبر، والعامل المكلف بملف النقل والتنقل بالوزارة، قد اعتمد هذا القرار “المؤقت”. وعاد ليشير إلى أن الحل النهائي للملف يتجلى في استقدام حافلات جديدة من صنع مغربي، لكن دون أن يقدم أي جدولة لهذا “التطلع” بعد أن كان في السابق قد صعد لأكثر من مرة إلى الجبل ضد الشركة التي تتولى التدبير المفوض للقطاع وأشهر في وجهها تقريرا أسودا للمجلس الجهوي للحسابات.

عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي قابلوا دخول الحافلات المستعملة بكثير من الانتقادات، وتساءلت فعاليات محلية عن مصير الاتفاق التحكيمي الذي رعته وزارة الداخلية والذي جمع بين المجلس الجماعي وبين شركة “سيتي باص”، وما تضمنه من التزامات كان من المفترض أن يتم البدء في تفعيلها منذ ما يقرب من 8 أشهر.

العمدة البقالي، صرح على هامش الدورة العادية لأكتوبر للمجلس الجماعي، بأنه سيتم تشكيل لجنة مختلطة لمتابعة الحالة الميكانيكية للحافلات “الجديدة” المستعملة القادمة من الدار البيضاء، في إشارة إلى أن هذه اللجنة ستكون مهمتها مراقبة الوضع عن كثب. الكثير من العمل المتعب ينتظر العاملين في ورشات الشركة لإصلاح الأعطاب، والكثير من العمل المضني ينتظر اللجنة المكلفة بالتتبع والمراقبة، على ما يبدو.