بوجمعة الكرمون يكتب: “زلزال” من التضامن!

إن اختبار حجم الإنسانية لا يكون في وقت الرخاء، بل يكشف عن نفسه في الظروف الحالكة، وخلال وقت الشدة والضيق.
إن زلزال إقليم الحوز جعل من الفاجعة موقفا وجوديا، وحدثا مأساويا منتجا لمعاني نبيلة، وقيم إنسانية غارقة في البذل والعطاء، إنه جزء من الاستثناء المغربي الذي يأبى التفسير، لأنه نتاج تربة خصبة ضاربة في عمق التاريخ، وحاضنة ل” تمغرابيت ” التي جعلت وطننا مثيرا للفخر، إنه وطن نحتمي به ويحتمي بنا، وطن شامخ بشعبه وملكه.
زلزال إقليم الحوز والنواحي، الذي أوجعنا، فجّر في كياننا شلالات من الأمل، وجعل حملات التبرع تتدفق في مشهد حابل بالدروس، ذلك أن قيم التضامن في المجتمع المغربي متأصلة، وكلّما اشتدت انفرجت بفضل المبدأ الراسخ الذي يوجه المغاربة زمن النوائب ” شعب في جسد واحد “.
صور الحملات التضامنية، والقوافل التي تشق الطرق في اتجاه المناطق المتضررة من الزلزال، تحيي الروح، وتبعث البهجة في النفوس، لأنها تجيب عن سؤال عميق: هل ما زالت إنسانيتنا على قيد الحياة !؟ آي نعم، كلّما ساد الاعتقاد بفناء الإنسانية، انبعثت من تحت رماد الأزمات قوة تضامنية رهيبة، وحس إنساني عميق، وتاريخ الأزمات في المغرب بمثابة مرجع في التآزر بين المغاربة.
المغاربة شعب عظيم، يستحقون هذا الوطن ويستحقهم، لكنهم يستحقون من يكون سندا لهم في تدبير سياستهم، والنهضوض بأحوالهم، يستحقون الأفضل في معيشهم، بما يضمن لهم حياة كريمة، أمّا في وقت الشدّة ” المغاربة في القرح قلب واحد “.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة