هل تورط “سوبر مستشار” في “البناء العشوائي”؟.. “الديار” تكشف عن فضيحة جديدة في التعمير بصفرو

“الرخصة عندنا ومبغيتش نعطيها للقايد.. حتى جا الباشا!”.. هذا ما روجه، الثلاثاء الماضي، بدر بنسعادة، المستشار بجماعة صفرو، بين معارفه وزملائه المستشارين، بعد معاينة السلطة لعملية بناء في أحد “الكاراجات” بحي الرفايف، في ملكيته وشريكه (ن.ج).

ولمنح هذه “الرواية” بعض المصداقية، حسب مصادر تحدثت إلى جريدة “الديار”، لم يتردد بنسعادة في إضافة بعض “بهارات” التشويق والإثارة لقصته، والتي لخصها، حسبهم، في كونه رفض منح رجل السلطة التراخيص، لأنه  لديه “حسابات” معه، وكذلك ردا على توقيف العمال عن “البناء” في “الكاراج”.

“إذا كان المستشار، وشريكه، يتوفران على الرخص القانونية كما يدعي بنسعادة، لماذا انتقل كل من رئيس المجلس الجماعي لصفرو وباشا مدينة صفرو على وجه السرعة إلى “الورش” ومنه إلى مقر المقاطعة، بعد اكتشاف عملية البناء؟ وهل يتدخلا بهذه الطريقة في جميع المخالفات التي يتم تسجيلها بالمدينة ضد مواطنين بسطاء؟”، تتساءل مصادرنا.

الشكوك التي رافقت هذه الواقعة، قبل أسبوع، جعلت جريدة “الديار” تطرح أسئلة حول دواعي الحصول على رخصة لبناء “سدة” (Mezzanine)، بينما تصميم البناية يشير إلى تواجدها، وأن البناية حاصلة على رخصة للسكنى (Permis d’habiter).

أثناء التحقق من هذا “السيناريو”، تسترسل المصادر، ستظهر “فضيحة” جديدة في التعمير بصفرو ، مماثلة لتلك المتعلقة بالمصنع، الذي يتوفر على طابق ثاني، في الأوراق، بينما في الواقع لا وجود له.

“على غرار حالة المصنع المذكور، حصل صاحب البناية الأصلي على رخصة للسكنى بتاريخ 5 يونيو 2010، بناء على شهادة المهندس المعماري بتاريخ 14 ماي 2010 وكذلك بناء على شهادة المهندس المختص بتاريخ 1 مارس 2010، مع إغفال الإشارة إلى عدم تواجد “السدة” المحددة في تصميم المحلات التجارية”، تورد مصادرنا المطلعة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول “فوضى” الحصول على رخص المطابقة والسكنى بالمجلس الجماعي لصفرو.

لكن، كيف حصل مستشار “السيلفي”، كما تصفه بعض الفعاليات بالمدينة بسبب إصراره على التقاط الصور وترويجها في أنشطة “يتسلل” إليها، على رخصة لبناء Mezzanine، يفترض أنا مبنية في الأصل، حسب رخصة السكنى رقم 131، والتصاميم المرتبطة بها؟

مصادرنا حسمت الجدل حول هذه النقطة، وأكدت أن الحصول على رخصة للبناء يستوجب المرور عبر المنصة (La plate forme) المخصصة، وهي العملية التي لم تتم لأن البناية، حسب الوثائق الخاصة بها، منتهية البناء أصلا وتتوفر الشركة التي شيدتها على رخصة السكن.

“القضية، تتابع مصادرنا، يمكن تلخصيها ربما في لجوء شريك المستشار الجماعي بدر بنسعادة، في ملكية “المحلات التجارية” بالبناية المذكورة، إلى الحصول على رخصة باسمه “للإصلاح” لإظهارها في حالة المراقبة”، وهو ما تم فعلا الثلاثاء الماضي، قبل أن تحسم “التدخلات”، ربما، في طي الملف بعد أن أصر القائد على إيقاف الأشغال، لان بناء “سدة” يحتاج الى رخصة للبناء وليس للإصلاح.

يشار إلى أن بدر بنسعادة، عن لائحة “الكرسي”، والذي يشغل منصب نائب كاتب المجلس، يلقب بين مستشاري وموظفي جماعة صفرو بـ”السوبر مستشار”، بسبب اتهامه “بحشر أنفه” في كل ما يتعلق بالجماعة والأغلبية، رغم عدم توفره على الصفة.

وكمثال على “النفوذ” الذي يتوفر عليه بالمجلس، وفق تعبير  المصادر، فإنها أشارت إلى حصوله، ربما، مؤخرا على هاتف من الجيل الجديد، على حساب باقي نواب الرئيس ومستشاري الجماعة الذين حصلوا على هواتف وصفت بالعادية، ما اثار حفيظة البعض.