قال إنها ضعيفة ولا تريد سوى «المصفقين».. بنعبدالله يهاجم حكومة أخنوش ويتهمها بتحويل «المحروقات» والمخطط الاخضر» إلى مقدسات

مرافعة وصفت بالقوية قدمها محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يوم أمس الأربعاء، في افتتاح أشغال الأبواب المفتوحة لحزب العدالة والتنمية بفاس، لـ”تسفيه” أداء حكومة أخنوش، ومعه الأرقام التي تؤكد، حسب اللغة التي استعملها، أن هذه الحكومة لم تقدم أي حصيلة إيجابية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي.

ورسم الأمين العام لحزب “الكتاب” صورة قاتمة عن الأوضاع في المغرب، وقال إن الحكومة الحالية تغيب الموضوع الديمقراطي، ورغم أنها تكثر الكلام عن الدولة الاجتماعية، فإن الإنجازات في هذا الجانب لا وجود لها، ورجال الإعمال ينتظرون منها سياسة حقيقية للإقلاع، في الجانب الاقتصادي. فـ”منذ تصريح الحكومة لم نسمع لخطاب اقتصادي مهما كان…رجال ونساء الأعمال يعبرون عن خيبة أمل بالنسبة للمقاولات المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا. وأرقام البطالة تؤكد أنه ليس هناك تحسن”.

وفي رده على انتقادات أخنوش لسياسة الماء في عهد الحكومات السابقة، ومنها الفترة التي أشرف فيها حزب التقدم والاشتراكية على هذا القطاع، فقد قال بنعبد الله إن تعطل بعض المشاريع في هذا المجال يعود إلى أنه كانت هناك ممانعة عندما يطرح موضوع الماء والاستغلال الفاحش في الفلاحة.

“كان هناك انزعاج حقيقي من طرف البعض. هم من كانوا يرفضون أن يتم إنجاز هذه المشاريع.. الآن يحاولون أن يستدركوا لأن هناك خصاص حقيقي”، يوضح أمين عام حزب التقدم والاشتراكية.

نبيل بنعبد الله دعا حكومة أخنوش إلى أن تستفيق من السبات والرضا على الذات، منتقدا ما أسماه تسييج بعض المجالات وتحويلها إلى مجالات مقدسة، ومنها المحروقات والمخطط الأخضر. واعتبر أن الحكومة لها ميول لتكريس التصفيق، قبل أن يضيف أن مقاربة من هذا النوع خطيرة. “نحن قوى سياسية مسؤولة نريد تغيير في إطار الاستقرار، ولزاما علينا أن نقول وأن ننتقد وأن نقترح من داخل وخارج البرلمان للمساهمة في الحياة الديمقراطية”، يشرح بنعبد الله.

وعاب في مرافعته ضد حكومة أخنوش، تغييب الأخيرة للموضوع السياسي والديمقراطي، وأكد على أن تنزيل النموذج التنموي باعتباره مشروعا إصلاحيا كبيرا يحتاج إلى قوى سياسية قوية لها عمق ولها تصور. “وها نحن اليوم إذا ما تجاوزنا أرقام الانتخابات وكيف تكونت هذه الأغلبية، فإننا أمام حكومة سياسية ضعيفة، حكومة تبتعد عن الموضوع الديمقراطي وضرورة إصلاح المشهد وتوسيع الفضاء الحريات وصيانة حرية التعبير”…

وفي الجانب الاجتماعي، قدم نبيل بنعبد الله الكثير من الأرقام التي أخذها عن المندوبية السامية للتخطيط، والتي تظهر حجم تدهور الأوضاع، وارتفاع نسب البطالة والفقر، وضعف نسبة النمو، عكس الوعود التي تضمنتها برامج هذه الحكومة التي عوت في ظلها نسبة مهمة من الأسر الفقيرة إلى الأسفل، وووجدت الفئات الوسطى نفسها أمام عجز كبير يهددها بالانزياح نحو فئات الفقراء.

وذهب إلى أن فقدان 280 ألف منصب يدل على فشل حقيقي في خلق دينامية اقتصادية. كما أورد أن محاولة التغطية على ضعف الدينامية ببرنامج فرصة وأوراش، محاولة فاشلة، لأن أوراش عبارة عن تشغيل مؤقت، وهو في الأصل يعود إلى حكومة التناوب، وما تم تغييره فقط هو الأسم. أما برنامج فرصة، فإن الاحتفاظ فقط بـ10 آلاف ملف من أصل 168 ألف ملف يؤكد حجم العدد الهائل من الملفات المستبعدة ومعها خيبات أمل فئات واسعة من الشباب.

وانتقد الطريقة التي يتم بها تفعيل نظام التغطية الصحية. وقال إن “كل ما عملوه هو إخراج الناس من الراميد إلى نظام التغطية الاجتماعية مع فرض الأداء. وهناك مسألة تثير التحفظ، يسترسل الأمين العام لحزب “الكتاب”: يبدو أن 80 في المائة تحول تدريجيا إلى المصحات الخصوصية التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مقابل استمرار نفس الأوضاع في المستشفيات العمومية.