مرض خبيث و3 أطفال وزوج “هارب”.. “الديار” تنقل معاناة بشرى مع رحلة العلاج من السرطان و”الإهانة” بالمستشفى

بشرى.. حالة انسانية لم تُبشر بخير في سنواتها الأخيرة، حيث وجدت نفسها تواجه المرض الخبيث، لتصفع بصدمة ثانية بتخلي زوجها عنها، ثم ثالثة بطرد موظفي المستشفى لها خوفا على مناصبهم ومصالحهم الشخصية.
معاناة جمة تلك التي تعيشها السيدة القاطنة بعوينات الحجاج بفاس حيث تكالبت عليها ظروف قاسية جدا، فقبل سنتين من الآن أجرت عملية استئصال الثدي بسبب السرطان، قبل أن يبدأ زوجها بتعنيفها وطردها من البيت، بدعوى أن بيته ليس “مركبا استشفائيا”، وفي تلك الأثناء كانت طفلته توثق اللحظة عبر كاميرا الهاتف، وهو التسجيل الذي استعانت به بشرى عند لجوئها إلى جمعية نسائية، تدخلت لتطليقها منه، وتسلم حضانة الأطفال الثلاثة.
بعد تلك الأيام العصيبة، تحكي لنا بشرى تفاصيل قصتها، حاولت استجماع نفسها، حيث بدأت تعمل في بيع كمية من الملابس، ثم استلمت كإعانة من الدولة مبلغ 1050 درهم لفترة، قبل أن تنقطع عنها بدعوى أنها مطلقة وليست أرملة، ومن تم بدأت في أعمال تنظيف الأدراج، وما إن تأزم وضعها المادي أكثر إلا وبدأت التفكير في توقيف دراسة ابنتها الكبرى، لعدم تمكنها من اقتناء الأدوات واللوازم المدرسية، لكن الفتاة تمسكت بمدرستها وأبت الموافقة على ذلك.
الآن، ولما يزيد عن الثلاثة أشهر، تفاقمت معاناة السيدة بشرى، حيث تعفن مكان الثدي المستأصل كما تعفنت يدها، لكنها وبعد لجوئها إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس واجهت القمع والإهانة، حيث نهرها بعض الموظفين: “خرجي بكي برا تا تشبعي ودخلي .. ايلا شافك البروفيسور غيقول حنا ما دايرينش خدمتنا”.
كما أنها واجهت مسلسل “ديري التحاليل”، وهو ما خضعت له مجبرة، قبل أن تطالب بفحص يجب أن تؤدي عنه مبلغ 3500 درهم، أجروه لها بعض المحسنين، لتبدأ رحلة “الشيميو” مجددا، والأدوية، دون أن تحس بأي تحسن، ذلك أن ألما يلازمها يجعلها تمزق ملابسها وتعض الحائط، على حد تعبيرها.
بشرى إلى حدود اليوم ما تزال متمسكة بالأمل، رغم ما مرت وتمر به من معاناة.. من أجل فلذات أكبادها تأبى الاستسلام، وتعتقد في قرارة نفسها أن يوما ما سيزول الألم وستعيش حياة طبيعية رفقة أطفالها.