“زلزال” بمديرية التعليم بصفرو.. “الديار” تكشف النقاب عن “شبهات” في الصفقات والتدبير ومطالب بفتح تحقيق (3)

كشفت الجامعة الوطنية للتعليم التابعة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بصفرو، في مراسلات موجهة إلى كل من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمفتش العام للشؤون المالية والإدارية، وإلى المجلس الأعلى للحسابات، (كشفت) عن معطيات “خطيرة” تخص صفقات حراس الأمن والنظافة والإطعام وأشغال البناء، بالإضافة إلى “شبهات محسوبية” في تدبير الموارد البشرية. ودعت المراسلة التي تنفرد جريدة “الديار” بنشر أبرز مضامينها، إلى إيفاد لجان مركزية لإجراء تحقيق دقيق ومفصل.  وقالت الجامعة إن التحقيق يجب أن يشمل مختلف الصفقات وطلبيات العروض التي أبرمتها مديرية إقليم صفرو في الفترة الممتدة بين 2018 و2022، وكذلك جميع صفقات وطلبات عروض 2022 إلى تلك الممتدة في السنة الجارية.

الجزء الثالث: صفقات حطب التدفئة وغاز البوتان والمواد المكتبية والأدوية

لم تقتصر ملاحظات الجامعة الوطنية للتعليم التابعة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بإقليم صفرو، في مراسلات المطالبة بالتحقيق في صفقات مديرية التعليم بالإقليم حول ملفات عاملات النظافة وحراس الأمن الخاص فقط. فقد دعت أيضا إلى التحقيق في طلبيات عروض حطب التدفئة وغاز البوتان منذ 2016.

وقالت إنه بالرغم من أن دفتر التحملات يلزم المقاولة الموردة لغاز البوتان بتوزيع قنينات الغاز على المؤسسات التعليمية المشمولة بالإطعام المدرسي (المؤسسات الابتدائية والإعدادية والتأهيلية)، فإنها تكتفي بتسليم رؤساء المؤسسات التعليمية بالابتدائي مبالغ مالية نقدا أقل من السعر المتداول في السوق من أجل التكفل باقتناء قنينات غاز البوتان تحت ضغط المسؤول المكلف بتتبع هذه الملفات في مديرية التعليم بالإقليم. وفي هذا الصدد، تساءلت النقابة عن السبب وراء منح الإدارة هذه الصفقة لعدة سنوات على التوالي (منذ 2016) لمقاولة يوجد مقرها بمدينة خنيفرة.

أما بخصوص حطب التدفئة، فقد اتهمت المسؤول المكلف بمديرية التعليم بالسكوت عما وصفته النقابة بـ”تلاعبات المقاولة الموردة لحطب التدفئة ببنود دفتر التحملات فيما يتعلق بكميات وجودة الحطب وتوقيت توزيعه وتسليمه للمؤسسات التعليمية”.

وذكرت، وهي توضح الأمر، بأن مجموعة من المؤسسات التعليمية توصلت بحصص من حطب التدفئة وهي لا تتوفر أصلا عن أي مدفآت بالحجرات الدراسية، الأمر الذي يطرح السؤال عن خلفيات استمرار المديرية الإقليمية هدر المال العام عبر مد هذه المؤسسات بحطب التدفئة كل سنة دراسية. وتساءلت أيضا بخصوص هذا الملف عن سبب منح الإدارة هذه الصفقة لعدة سنوات على التوالي (منذ 2016) لنفس المقاولة.

وشملت الملاحظات التي سردتها النقابة في المراسلات التي هزت مديرية التربية الوطنية بالإقليم، طلبيات عروض المواد المكتبية منذ 2016. وتحدثت عن عدم تمكين المؤسسات التعليمية من حاجياتها الحقيقية من المواد المكتبية، وعدم احترام المقاولة التي رست عليها الطلبية لمعايير جودة مختلف المواد المكتبية (le premier choix) في تواطؤ تام مع مصلحة المالية والشؤون الإدارية.

وكان من اللافت أيضا إشارتها إلى أن جل الأقلام اللبدية منتهية الصلاحية ورديئة الجودة. وتطرقت إلى اقتناء وتوزيع حبر خاص بالطابعات، ذي جودة رديئة، لا يلائم أجهزة الطابعات المستقبلة، ما اعتبرت بأنه يشكل هدرا للمال العام.. وتساءلت، في هذا الملف أيضا، عن سبب  منح الإدارة هذه الصفقة لعدة سنوات على التوالي (منذ 2016) لنفس المقاولة.

وفي ما يتعلق بطلبيات عروض الأدوية منذ 2016 ، فقد أوردت الجامعة الوطنية للتعليم بأن لجوء المصلحة المعنية في مديرية التربية الوطنية بالإقليم إلى هذا النوع من الطلبيات يطرح أكثر من تساؤل حول خلفيات وأهداف هذه العملية، “حيث أن جل المؤسسات التعليمية بالإقليم تفتقر إلى بنية تحتية صالحة وخاصة لتخزين هذه النوعية من المواد (الأدوية)، إضافة إلى أن هذه العملية تتم دون حضور طبيب الأكاديمية أو تصديق طبيب مختص على نوعية الأدوية وافتقار كل المؤسسات التعليمية إلى عناصر بشرية مختصة في التمريض (ممرضات/ممرضين).

وأوضحت بأن الكميات التي تتلقاها المؤسسات التعليمية قليلة جدا مقارنة مع عدد التلاميذ بكل مؤسسة. وطرحت السؤال: “ما هو سبب منح الإدارة هذه الصفقة لعدة سنوات على التوالي (منذ 2016) لنفس المقاولة؟”، وهو السؤال الذي يرتقب أن تجيب عنه اللجنة المركزية للتحقيق التي طالبت بإيفادها إلى المديرية، في حال تجاوبها مع مطلب النقابة.

(يتبع)

جريدة “الديار” تضع رهن إشارتكم رابط أجزاء “فضيحة” التدبير بمديرية التعليم بصفرو:

(1) صفقات حراس الأمن.. “تلاعب” بدفاتر تحملات و”تسخير” للعمال و”حرمان” من الحقوق بـ”تواطؤ” مع مسؤول

(2) مسؤول «يحابي» شركة لتوظيفها أخته؟.. «تسخير» للعاملات و«حرمانهن» من الأجور والحقوق و«تعريضهن» للخطر في صفقات النظافة