ردا على بيان “حزب أخنوش” بصفرو.. خالد أفتحي يكتب: “الذاكرة لا تحتفظ بالوجوه بل بالمواقف”

الذاكرة لا تحتفظ بالوجوه بل بالمواقف، فكن صاحب موقف مشرف حتى لا تنسى..

علاقة بحراك أزمة العطش الذي يخوضه فلاحوا زاوية سيدي بنعيسى الواثة من أجل حقهم في الماء، وعكس التيار نشرت صفحات المواقع بيان وصف بالاستنكاري صادر عن حزب الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لجماعة عزابة تضمن إقحاما غير مقبول لقضية ساكنة الزاوية العادلة واصفا إياها بكونها تسخر في كل مناسبة من طرف جهات معينة بغرض تصفية حسابات سياسية وشخصية.
هي جرأة كبيرة حقا أن يتكلم إطار سياسي مسؤول عن تدبير الشأن المحلي بدوار الزاوية بهكذا لغة، وإن كانت جرأته لم تكتمل حيث لم يجد القدرة على الإفصاح عن هذه الجهات وعن أية حسابات سياسية وشخصية التي تصفى عن طريق توظيف هذا المشكل؟
ولمحاولة الفهم نتساءل مع “أحرار” /أصحاب البيان: أتعتبر المطالبة بحق من حقوق الإنسان والنضال من أجل تحقيقه مجرد تصفية حسابات ضيقة؟ وهل التضحيات المقدمة التي وصلت حد تقديم معتقل لهذا الحراك وسلب حريته هو أيضا مجرد تصفية حسابات سياسية وشخصية؟ من يصفي حساب من؟
عجبا على هذا التوصيف، أهو فهم قاصر لقواعد الصراع، أم هروب للأمام وتهرب من تحمل مسؤولية الفشل الذريع الذي أبان عنه الحزب المسؤول عن تسيير الجماعة التي ينتمي إليها ترابيا دوار الزاوية.
أين هي الوعود الرنانة التي قدمها الحزب بسخاء خلال الحملة الانتخابية والتي كان عمودها الفقري إيجاد حل جذري لمشكل ماء السقي.
لكن حقا صدق من قال: “لا تصدقوا الوعود خدوا الحقائق من المواقف”.
والحقيقة الظاهرة للعيان للأسف هي: الحزب حصد المقاعد بالجملة وضرب للجميع موعدا في 2026 وانسحب وترك الساكنة لوحدها تصارع من أجل البقاء.
تذكير بتوجيه هام:
“وزير الطاقة ليس مسؤولا عن الإنارة في الأحياء وربط المنازل بشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، كما أن نظافة الشوارع والأحياء ليست من مهام وزير الداخلية وإصلاح الطرق داخل الجماعة وتوفير وسائل النقل ليست من اختصاص وزير التجهيز والنقل”.
فكن على قدر المسؤولية أو انسحب فمهامك جسيمة ووجب عليك تحملها كاملة وفي كل وقت وحين “فالمنتخب كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم يجب أن يشتغل كل يوم بل عليه أن يعمل أكثر منهم لأنه مسؤول على مصالح الناس ولا يعمل لحسابه الخاص”.
والمواطن ” يعرف أن المسؤولين عن الخدمات الإدارية والإجتماعية التي يحتاجها في حياته اليومية هم المنتخبون الذين صوت عليهم لتدبير شؤونه المحلية”.
ساكنة الزاوية وجهوا الكثير من الرسائل والنداءات والمناشدات، وبسطوا مشاكلهم ومطالبهم أمامكم وجميعها تدخل في مجال اختصاصاتكم الأصيلة بمقتضى القانون والإستجابة لها تتطلب فقط الإرادة الصادقة والمبدئية لكن يبدو أنه هناك إصرار على ايقاع عقاب جماعي ومجالي في حق الساكنة والمنطقة بخلفيات غير مفهومة.

لكن فللمواطن ذاكرة مثل العاصفة عندما تستيقظ لا أحد يستطيع إيقافها، تحرق كل شيء في طريقها بلا رحمة، وحينها ستتأكد أيها المسؤول أنه لما قال لك يوما ذاك المواطن نلتقي بعد خمس سنوات فقد قالها عن وعي، وليس لتصفية حسابات سياسية أو شخصية معك، فهو لا يفهم هذه اللغة وإنما قالها تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وبالمناسبة فالخمس سنوات لم تعد خمس ولهذا نؤكد لك مرة أخرى: موعدنا سنة 2026 حينها سنقول لك وبكل جرأة : إرحل.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة