إقبال ضعيف وعارضون “كيشيشو الذبان”!.. انتقادات لاذعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي بفاس

لم يحقق المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المنظم بملعب الخيل بفاس، الكثير من انتظارات العارضين منه، في أولى أيام دورته الثالثة، في ظل ضعف الإقبال على منتجاتهم المختلفة، بسبب عدم تسويقه بالكيفية الناجعة وعدم اختيار مكان أفضل للعرض يمكن أن يستقطب زبناء، وفق تعبيرهم.

5 أيام مرت على انطلاق المعرض وما زال مدخول أغلب العارضين ضعيفا إلى منعدم رغم هدرهم للوقت وتنقلهم من مناطق بعيدة بجهة فاس مكناس، وما يرافق ذلك من مصاريف، غير الإقامة المتكفل بها، ما أغضب بعضهم، حيث استغربوا تنظيم المعرض في هذا التوقيت بالضبط وفي “ملعب الخيل” البعيد عن الحركة والإقبال، عوض اختيار ساحة “فلورانسا” أو “الجباري” لاحتضانه باعتبارهما.

في الرابعة، عصر اليوم الأربعاء، زارت جريدة “الديار” فضاء المعرض وجالست متعاونين بدوا غير راضين على الوضع وقلة الإقبال، وبعضهم أكد أن السكان يزورون الفضاء، لكن غالبيتهم يكتفون بالتفرج على المنتجات دون شراء ولو القليل منها، مشيرين إلى أنه “الله يحسن العوان” طالما أن الظروف الاقتصادية للأسر تفاقمت، وبالتالي فـ”الزيارة تبقى من باب الترويح عن النفس، وليس التبضع ولو من باب دعم المنتجات والتعاونيات”.

ورغم ضخامة الميزانية المخصصة للمعرض، فإن مردوده يبقى ضعيفا على الأقل بالنسبة للعارضين في مختلف الأروقة، الذين لم يخفي بعضهم امتعاضهم من قلة الإقبال على شراء منتجاتها، مفضلين لو أن “الجهة وزعت الميزانية عليهم دعما لهم” عوض نصب أروقة لا يقبل عليها أحد ويبقى العارض فيها “كيشيش الدبان”.

قلة الإقبال بادية في مختلف الأروقة سيما الخاصة بالتعاونيات، حيث بدا بضع أشخاص يتجولون بينها لالتقاط الصور والتفرج على المعروضات، وفي أحسن الأحوال يسألون عن الأثمنة ولا يقتنون شيئا من المنتجات المعروضة التي تطغى عليها عينات دون أخرى، لحد إغراق الرواق بمنتجات الأعشاب الطبية والعطرية، في مقابل حضور باهت لمنتجات أخرى.

ورغم حرص الكثير من التعاونيات من أصل 130 رواقا، على تثبيت أسماءها دون الإشارة للمدينة أو الإقليم، فإن معلومات تؤكد وجود عارضين من خارج جهة فاس مكناس، ما يطرح علامات استفهام حول الجدوى من صبغه بطابع الجهة وتنظيمه من طرفها، وإقحام عارضين من خارج أقاليمها التسعة، كما الأمر لحضور عارضين من الشمال سيما وزان.

“المعرض مفروض أن يخصص لتعاونيات الجهة مع تنويع المنتجات وتأمين الحضور لكل الأقاليم التسعة، عوض إقحام عارضين من أقاليم لا علاقة لها بالجهة” يقول غاضبون، وتفعيلا لـ”الاقتصاد الاجتماعي والتضامني دعامة للتنمية الجهوية ورافعة للنموذج التنموي الجديد” الشعار المختار لهذه الدورة المتواصلة إلى 24 أكتوبر.

قد يكون المعرض فرصة سانحة للمتعاونين والعارضين للتعريف بالمنتوجات المحلية والجهوية والحرف اليدوية وتثمينها، لكن تسويقه وتوفير شروط نجاحه، لم يكن وفق تطلعات العارضين قبل المواطنين، فيما يبقى حضور الدول الأجنبية باهتا رغم “تطبيل” المنظمين لاستقبال المعرض لدول أجنبية من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، ما تفضحه أي زيارة للفضاء المخصص للعارضين الأجانب، حيث لا يتعدى الأمر 3 خيام فقط.

ويبقى حجم زوار المعرض قليلا في الأيام الخمس الأولى على انطلاقه رغم لجوء المنظمين لاستقبال فرق فولكلورية أملا في الرفع منها والقول بنجاحه، والتغطية على ضعف تسويقه، في الوقت الذي تجهل فيه الظروف التي فوت فيها التواصل والإعلام، لغرباء عن الصحافة، لم يكلفوا أنفسهم عناء إخبار الصحافيين وتسويق المعرض، واكتفوا بإغراقه بأصحاب “ميكروفونات” مواقع التواصل الاجتماعي.