كريم شفيق يكتب: السي عبد الرحمان يخاطبكم من مرقده!
معاشر الاتحاديين و الاتحاديات، محبينا الأعزاء، عموم المواطنين و المواطنات.
طيلة مساري المهني و النضالي مررت بمحن كثيرة و مطبات ضخمة جعلتني دائما قويا، اتجاوزها ولا التفت ورائي، في كل ضربة استخلص منها درسا جديدا يزيدني إصرارا على مواصلة الطريق لآفاق أوسع وأكبر.
قاومنا الاستعمار بمعية رجال اشاوس وهبنا خلالها ارواحنا ودمائنا فدائا للوطن، حملنا السلاح، و عبئنا و أطرنا أبناء شعبنا حتى غادر المستعمر المغتصب.
حملنا هم بناء الدولة، فحملنا سلاح الفكر، وجابهنا فلول الاستعمار و أبناء فرنسا غير الشرعيين لبناء مغرب الديمقراطية و مغرب لكل المغاربة.
غرسنا مبادئ حقوق الإنسان و دافعنا عن المظلومين ولم نفرق بين أبناء المغاربة.
ساهمنا منذ الاستقلال في بناء إقتصاد مغربي مستقل وناضلنا لتحصين ثروات المغاربة و أنشئنا المؤسسات المالية الوطنية وسامير و الإدارة الحديثة ولم ننصف واستمرينا في النضال.
هجرونا و نفونا وحوكمنا بالاعدامات، وبنوا لنا السجون، ونصبوا لنا المشانق، وقطعوا أرزاقنا، و شردوا عائلاتنا واستمرينا في النضال و المواجهة داخل بلدنا دون استقواء بجهات خارجية، محافظين على عهدنا مع عموم الطبقات الشعبية.
ساندنا الطبقة الشغيلة وساهمنا في تنظيمها وتأطيرها والدفاع على مصالحها حتى تحقق ما لم يكن في الحسبان.
لبينا نداء الوطن وأنقذنا بلادنا من السكتة القلبية وأنجزنا ما لم ينجز لعقود، وحصيلتنا يتحدث عنها التاريخ.
لم ننصف مرة أخرى ولم نغادر و بقينا خداما للوطن و المواطنين أوفياء محافظين على العهد.
لكل ما سبق أخواتي إخواني، لا تجيبوا كل سلوك أرعن سواء من أولئك الذين في نفوسهم شيئ من حتى، أو من أولئك المغرر بهم بأفكار لاتمت لثقافتنا المغربية بشيء.
للرد عليهم، أنصحكم بمواصلة المسيرة، مسيرة البناء الديمقراطي، مسيرة حقوق الإنسان، مسيرة إعادة الوهج لحزب القوات الشعبية، مسيرة التقدم والحداثة، مسيرة محاربة كل فكر خارح ودخيل عن تاريخ وموروث المغاربة المتسامحين الكرماء.
اتركوهم يدنسوا النصب، ولا تتركوهم يدنسوا الوطن!.
“رحم الله فقيدنا السي عبد الرحمان”.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة