حفيظ البنعيسي يكتب: رسالة إلى عامل إقليم صفرو
شهد إقليم صفرو، في اليومين الأخيرين، العديد من المسيرات على الأقدام، لسكان بعض الجماعات التابعة للإقليم “الدار الحمرا، سيدي لحسن، تازوطة” وسبب خروجهم هو الإقصاء من دعم صندوق كورونا وكذلك القفة الرمضانية، الشيء الذي جعلهم يقطعون عشرات الكيلومترات على الأرجل رغم قساوة الطقس، لكن الحاجة والفقر أشد قسوة، والغريب في الأمر أن إحدى الجماعات السالفة الذكر “تازوطة ” تعد من أغنى الجماعات بالإقليم التي تزخر بثروة هائلة من الرخام واغلب سكانها يعانون الفقر والتهميش منذ زمن بعيد، وللأسف حتى في زمن كورونا لم يتحرك ضمير الساهرين على تسيير وتدبير شؤون هذه الجماعات، هل يعقل أن أغنى جماعة يخرج سكانها للاحتجاج بسبب الجوع .
هنا يتجلى دوركم، سيادة العامل، بصفتكم المسؤول الأول بالإقليم، حيث نتأسف لعدم رؤيتنا لأي تدابير استباقية اتخذت لتفادي مثل هاته الأمور، وذلك بالضغط على رؤساء الجماعات لتسريع إخراج الميزانيات المرصودة لدعم الفقراء أثناء الحجر الصحي والإشراف على التوزيع العادل لها.
كيف يعقل سيادتكم أن رئيس المجلس البلدي لمدينة صفرو صرح في بيان أن الجماعة خصصت مبلغ 50 مليون سنتيم بداية ظهور الجائحة لدعم الأسر المعوزة، ولحد كتابة هذه الأسطر لم يستفد أحد، ونحن نعلم أن الفيروس والحمد لله بدأ في الاندثار، لا نعلم إلى ماذا تنتظرون؟ حجر صحي آخر لا قدر الل؟ !أم ينتظر سيادة الرئيس اقتراب موعد الانتخابات؟ والمتضررون يخرجون الآن من بيوتهم يستنجدون بكم من شدة قهرهم من الفقر والعوز.
نتمنى تسريع إخراج هذا الدعم ليستفيدوا من هم في أمس الحاجة للمساعدة وألا يستغل ذلك المبلغ في حسابات سياسية، كالدعم السابق الذي لم يكن في المستوى المطلوب (القفة لا تتجاوز قيمتها 100 درهم)، ورغم ذلك عرف العديد من الخروقات، قام بها البعض من أعوان السلطة الذين سجلت عليهم مخالفات عديدة في تسجيل المستفيدين (باك صاحبي)، وللأسف أغلب المستفيدين لم يكونوا في حاجة لها ومن خصصت لهم ها هم يحتجون اليوم، لذلك نتمنى إفراز لجنة نزيهة بعيدة عن ما هو سياسي أو سلطوي لتوزيع هاته الإعانات لأن أغلب القياد التحقوا مؤخرا بالإقليم وأعوان السلطة نعلم “تصرفات” بعضهم وعملهم لصالح الأجندات السياسية.
ودمتم في خدمة الصالح العام.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة