تحويل خزانة تاريخية إلى غرفة عمليات لـ”تعقيم” الكلاب.. ملتمس لـ”جوهر” يثير ضجة بفاس العتيقة
في دورة لمجلس مقاطعة فاس المدينة عقدت، يوم امس الاثنين، وغابت عنها الملفات الحارقة لساكنة المدينة العتيقة وتجارها، قرر المجلس المصادقة على ملتمس غريب يتعلق بتحويل جزء من خزانة تاريخية على غرفة عمليات لتعقيم الكلاب.
الأمر يتعلق بخزانة عبد الكريم الداودي والتي تعاني منذ مدة من الإهمال وغياب الصيانة، على درجة ان جوانب منها تحولت إلى خرب تدين المسؤولين المحليين، وخاصة منهم المنتخبين.
وعوض أن يتبنى الرئيس الاتحادي ياسر جوهر، قرارا يتعلق بإعادة تأهيل الخزانة، وتحويلها إلى مركب ثقافي يساهم في التأهيل والإدماج وإعادة الإدماج في هذه الفضاءات الاجتماعية التي تعاني من النقص الحاد في التجهيزات ومن انتشار كل توابل الهشاشة التي توفر التربة خصبة للانحراف، فقد قرر أن يرفع ملتمسا إلى رئيس المجلس الجماعي لكي يوافق على تحويل قاعتين من المكتبة لغرفة عمليات لتعقيم الكلاب الشاردة.
فعاليات محلية اعتبرت بأن الرئيس الاتحادي جوهر كان من المفروض أن يدافع على تأهيل الخزانة، وأن يدفع في اتجاه الاستفادة من خرب أخرى تابعة للمجلس الجماعي، أو لإحدى القطاعات الحكومية، وهي كثيرة، وذلك لجمع الكلاب الضالة، وتنسيق عمليات تعقيمها مع الفندق الأمريكي، لأن هذا المقترح وجيه أيضا بالنظر إلى الانتشار المروع للكلاب الشاردة في مختلف أحياء المدينة، وما يشكله ذلك من مخاطر ضد السكان.
واللافت في أن جل مجالس المقاطعات في مدينة فاس قد عقدت دوراتها بعيدا عن الأضواء، ودون سابق إشعار أو نقل لفعالياتها عبر صفحاتها الفايسبوكية، عكس ما هو معتاد، وذلك بسبب أزمات عاصفة تعيشها جل هذه المجالس، وصلت إلى درجة عدم اتكمال النصاب لعقد دورة مجلس زواغة، ومقاطعة الاتحاديين لدورة جنان الورد، ومقاطعة الاستقلاليين لدورة سايس، وكل هذه الأحزاب هي من ركائز التحالف الرباعي الذي يسير الشأن المحلي بالمدينة. بل إن من طرائف مجلس المدينة القديمة أن رئيس المجلس أصدر تعليماته لمنع أي محاولة من قبل الفعاليات المحلية لتصوير أطوار الدورة.