جدري القردة: أعراضه، حضانته، طرق انتقاله، وعلاجه

مع ظهور أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة أعلنت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية صباح اليوم الخميس، تتولد تساؤلات وتتزايد علامات الاستفهام لدى الجميع حول المرض، أعراضه، وطرق انتقاله وسرعة ذلك، وكذا مدى تأثيره على المصاب وتهديده لحياته، كما يبرز السؤال الأهم المتعلق بطرق علاجه.

منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم السابق ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضا من جدري القردة.

فيروس جدري القردة، بحسب المنظمة، يُنقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر. وهو مرض نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة. ويتسبب فيروس جدري القردة في حدوث جدري القردة، وهو ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية المنحدرة من سلالة الفيروسات الجدرية.

يصاحب مرض جدري القردة عادة سريريا الحمى، صداع مبرح، وهن، آلام في الظهر والعضلات، والتهاب الحلق، والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، وقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الطبية. وعادة ما يزول من تلقاء ذاته وتستمر أعراضه من 2 إلى 4 أسابيع. وتتراوح فترة حضانته، (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض) بحسب “الجزيرة.نت”، بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما. وقد يسبب حالات وخيمة. وفي الآونة الأخيرة تراوحت نسبة الوفيات من مجموع الإصابات بين 3 و6 في المائة تقريبا، حسب منظمة الصحة.

أما عن طرق انتقاله، فيذكر أنه ينتقل إلى الإنسان من خلال المخالطة الوثيقة لشخص أو حيوان مصاب أو مواد ملوثة بالفيروس. ويتم ذلك عن طريق الملامسة الوثيقة للقروح وسوائل الجسم والرذاذ التنفسي والأدوات الملوثة مثل الفراش. ويمكن أن ينتج انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عن المخالطة الوثيقة بإفرازات الجهاز التنفسي أو الآفات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثا.

وعادة ما يتطلب انتقال العدوى عبر القطيرات التنفسية اتصالا طويلا وجها لوجه، مما يجعل العاملين الصحيين وأفراد الأسرة وغيرهم من الأشخاص المخالطين للحالات النشطة أشد عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.

ويمكن أن تنتقل العدوى أيضا عن طريق المشيمة من الأم إلى الجنين (مما قد يؤدي إلى جدري القردة الخلقي) أو أثناء المخالطة اللصيقة أثناء الولادة وبعدها. وفي حين يعد الاتصال الجسدي الوثيق عامل خطر معروفا لانتقال العدوى، فليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان جدري القردة ينتقل على وجه التحديد عن طريق الانتقال الجنسي. ويتعين إجراء دراسات بهذا الشأن للإلمام بهذا الخطر على نحو أفضل.

وأورد موقع “بي بي سي” أن الإرشادات الجديدة تنصح أي شخص مصاب بالفيروس بالامتناع عن ممارسة الجنس أثناء ظهور الأعراض عليه. كما يطلب منه أيضا استخدام الواقي الذكري لمدة ثمانية أسابيع بعد الإصابة كإجراء احترازي.

في ما يخص العلاج، فيشار إلى أنه لا توجد أدوية تعالج المرض، لكن، توصي منظمة الصحة بتحسين الرعاية السريرية ضد جدري القردة بشكل كامل للتخفيف من الأعراض وإدارة المضاعفات ومنع العواقب طويلة المدى. ويجب تقديم السوائل والأغذية المناسبة للمرضى للحفاظ على حالتهم التغذوية جيدة. ويجب معالجة الالتهابات البكتيرية الثانوية على النحو الموصوف. وقد رخصت الوكالة الأوروبية للأدوية في عام 2022 عاملاً مضاداً للفيروسات يُعرف باسم تيكوفيرمات (tecovirimat) لمعالجة جدري القردة، وكان تم تطويره أصلا لمعالجة الجدري، استنادا إلى بيانات مستمدة من دراسات أجريت على الحيوانات والبشر. غير أنه ليس متاحا على نطاق واسع حتى الآن. وإذا استخدم دواء تيكوفيريمات لعلاج المرضى، فيتعين على الأمثل رصده في سياق البحث السريري مع جمع استباقي للبيانات.

ومن حيث التطعيم، فحسب المنظمة، فقد ثبت من خلال العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة أن التطعيم ضد الجدري فعال بنسبة 85 في المائة تقريباً في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا لعامة الجمهور بعد أن أوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.

جدير بالذكر أن المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبريسوس صرح، في مؤتمر صحفي، أن غالبية الحالات المؤكدة كانت بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال تظهر عليهم أعراض المرض.

وكانت سوزان هوبكنز، وهي كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية، قد كشفت عن أن انتشار مرض جدري القرود سجل بشكل ملحوظ بين المثليين ومزدوجي الميول الجنسية في كل من المملكة المتحدة وأوروبا.

(وكالات)