شفيقة غزوي تكتب: الشلل الرعاش “الباركينسون”.. المرض اللغز
هل خطر ببال أحد منا أن بعض ما نقوم به، وننعته بالشيء العادي والمعتاد من قبيل ربط شريط حذاء أو فك أزرار قميص أصبح صعبا.. بل مستحيلا؟
هذا هو حال المصابين بداء الشلل الرعاش أو ما يعرف شيوعا بمرض “الباركنسون”، نسبة لمكتشفه الطبيب جيمس باركنسون.
لطالما ارتبط هذا المرض بالخوف والقلق، كيف لا وهو المرض اللغز الذي حير الأطباء لا من حيث التشخيص او سبل العلاج، دون أن نغفل ما يصاحبه من أعراض تحول المصاب إلى شخص متوتر قلق، مكتئب، خطواته متثائبة وتعابير وجهه متجمدة متجهمة، رعشة أثناء السكون، كلمات أثناء الحديث حادة مترددة، برع الأطباء والباحثون المتخصصون في وصفه بدقه، عرفوه بانه ناتج عن نقص مادة الدوبامين المادة الحيوية لحركة الجسم.
تختلف أعراضه بين بطء حركي ورعشة وتصلب تزداد تفاقما مع مرور الزمن، يصاحبها تلف دماغي يؤدي الى مضاعفات تتنوع بين قلق وفقدان ذاكرة وخرف واكتئاب.
رغم تفوق ذووا الاختصاص في الوصف الدقيق والتعريف بتطور أعراضه عبر مراحل إلى أن كثيرا من الغموض لازال يحيط به، وبالرغم من هاته الصورة القاتمة لهذا الداء إلا ان تشخيصه مبكرا ومواكبة المريض نفسيا أسريا واجتماعيا سيساعد حتما في كبح جماحه والتغلب عليه.
ونحن نخلد اليوم العالمي لمرض “الباركينسون” لابد ان نستحضر المجهودات المبذولة وتقدم الأبحاث سواء منها ما يخص سبل التشخيص أو طرق العلاج دون إغفال أنه لا بد من التأكيد أن تظافر الجهود انطلاقا من المريض ذاته ومحيطه الاسري والمجتمع بكل مكوناته من أجل توفير دعم طبي نفسي واجتماعي الكفيل بتخفيف خطر هذا المرض القاتم.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة