فاطمة واحي تكتب: وردة عيد المرأة والإفلاس السياسي
مع كل 8 مارس من كل سنة تتسارع التنظيمات النسائية من داخل الاحزاب السياسية وحتى المجتمع المدني للاحتفال بعيد المرأة بتقديم هدايا بسيطة لهن مع أخذ صور للذكرى.
بل يتم تقييم عمل هذه التنظيمات والجمعيات بعدد الوردات و”الشكولاطة” وبطاقات التهنئة، التي تم توزيعها.
لست ضد الاحتفال بالنساء وبعيدهن الأممي ولا ضد الورود و”الشكولاطة”، لكن الاحتفال يأتي كتتويج لا العكس.
كيف يمكن لنا كتنظيمات نسائية الاحتفال بعيد المرأة؟ ونحن نعجز عن تقديم رؤيا استراتيجية واضحة للإجابة عن سؤال المساواة.
نعجز، كذلك، عن خلق وثيقة سياسية تطرح حلولا سياسية واقتصادية واجتماعية لمختلف تجليات القهر الممارس على النساء.
السؤال هو من المسؤول عن هذا العجز والغياب النسائي الحقيقي بالعمل السياسي؟
في جميع المناسبات لا يجد، أغلب رؤساء الأحزاب، من كل الأطياف والألوان حرجا في التذكير بدور وأهمية المرأة في العمل السياسي والتنظيمي، وعن أدوارها المجتمعية ومسؤوليتها في تطور الدول، دون أن يجرؤوا على تفعيل هذه الشعارات وتنزيلها على أرض الواقع.
وأستطيع القول، أنه لولا اعتماد مبدأ “الكوطا” والمناصفة”، لبقيت المرأة في الظل، تلعب دور “الكومبارس”، وتؤثت بها الملتقيات والاجتماعات دون أي دور في صياغة “المشروع المجتمعي”.
ورغم كل “الكوطا” و”المناصفة” والكفاءة التي عبرت عنها نساء في العمل السياسي، لا زالت المرأة بعيدة كل البعد عن “كواليس” مفاوضات تشكيل المجالس واللجان ورسم الخطوط العريضة لبرامج عمل المؤسسات المنتخبة سواء على مستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني.
أكيد أن للنساء نسبة من المسؤولية، لكن مركز الخلل الحقيقي أكبر من ذلك ليصل إلى التنظيمات الحزبية السياسية وخطها، لتبقى الفكرة الأساسية والهدف من تأسيس تنظيمات نسائية شكليا تستدعيه الضرورة فقط.
ووسط هذا الإفلاس السياسي لا يسعني إلا القول:” آش خاصك يا لالة… الورد يا مولاتي ”
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة