رضى جطيط يكتب: “أنا وحدي مضوي البلاد”!.. أو 100 يوم من “الهضرة” بجماعة صفرو
“تمخض الجبل فولد فأرا”.. مقولة تنطبق على مسيري المجلس الجماعي لمدينة صفرو، بعد مرور 100 يوم من عمل المكتب الجديد بعد انتخابات 8 شتنبر 2021، والتي خلفت أغلبية غير متجانسة.
فبعد نهاية دورة فبراير العادية، أول أمس الخميس، لازلت الجماعة تعاني من عجز في الميزانية بلغ تقريبا 300 مليون سنتيم، مما سيحرم المدينة من برمجة مشاريع جديد في سنة 2022، مما سيجعلها سنة بيضاء بـ”صفر مشروع”، وسيكتفي بتدبير مشاريع ورثها من مجالس سابقة.
وفي الوقت الذي كنا، كمستشارين في المعارضة بالمجلس الجماعي وكمواطنين، ننتظر حلولا مبتكرة أو خطة لتجاوز هذا العجز ولجلب مشاريع تحمل بصمة المكتب الجديد، نفاجأ بلجوء رئيس الجماعة إلى “جيوب” المواطنين، على غرار رئيسه في الحزب ورئيس الحكومة، عبر الزيادة في الرسوم والضرائب، بلغت في رخص الإصلاح والبناء، كمثال، 100 %، بالإضافة إلى تحويل اعتمادات شراء الأراضي.
لكن يبقى الأخطر والأفظع، والذي عرف معارضة شديدة داخل المجلس والمدينة، هو “خوصصة” بعض المرافق الاجتماعية وتفويتها للقطاع الخاص، كمرفق نقل الأموات ونقل المرضى والجرحى، حيث أعد الرئيس دفاتر تحملات من أجل تفويتها لشركات، ستقوم بـ”حلب” المواطنين، الذي سيضطرون للأداء من أجل خدمات كان الأحرى توفيرها مجانا، والبحث عن بدائل أخرى، لتنمية مداخيل الجماعة.
أما فيما يتعلق بالمجال الرياضي، فتلك فضيحة أخرى تسجل ضد الرئيس ومكتبه المسير، حيث قام بتخفيض كبير في الاعتمادات المخصصة للفرق الرياضية بلغت 50 % تقريبا، على الرغم من أن هذه الفرق تعاني، أصلا، من تداعيات جائحة كورونا ومن حرمانها من الدعم لسنتين متتالتين.
وبخصوص البنية التحتية الرياضية، فالملعب الوحيد الذي تتوفر عليه المدينة، فإنه يعاني ولم تتم برمجة أي اعتماد مالي للنهوض بأوضاعه وصيانته. أما ملعب القرب فقد قرر الرئيس تحديد رسم جبائي لاستغلاله حدد ف 200 درهم لساعة علما أن الشباب الصفريوي يعاني البطالة وقلة ذات اليد.
هذا فيما يتعلق بالمشاريع، لنعد إلى طريقة السيد الرئيس في التدبير الجماعي.
فرغم منحه تفويضات ومهام لنوابه إلا أننا نلاحظ احتكاره لجميع الملفات، حتى الصغيرة منها، مع تسجيل غياب للانسجام داخل أغلبيته “الهجينة” أو “ديال الشينوا”، ومحاولة الرئيس فرض أسلوبه والانفراد بجميع القرارات وخلق “طوائف” داخل الأغلبية، مع تغييبه المجتمع المدني الحقيقي، و”مهزلة” هيئة المساواة وتكافؤ الفرص، خير دليل على ذلك. ناهيك على محاولاته المتكررة “تقزيم” أدوار المعارضة ورفضه التام الانفتاح على مقترحاتها.
في المقابل، وعلى عكس “الفشل الذريع” الذي عرفه الرئيس خلال 100 يوم التي قضاها على رأس جماعة صفرو، فإنه نجح، بامتياز، في “الشفوي” و”الهضرة”، وفي تبخيس مجهودات المجالس الجماعية السابقة.
بل، لا يجد حرجا في تكرار، بمناسبة أو بدونها، لازمة:”لا حول ولا قوة إلا بالله.. لوخرين مادارو والو !. لقينا المشاكل.. المدينة وقفات من 2009!”، كما لو أن الزمن توقف عند خروجه من الجماعة، متناسيا، على ما أظن، أن المدينة عرفت عدة مشاريع، من بينها مشاريع ملكية، منذ تلك الفترة، رغم أنه يلتقط الصور في أوراشها.
شخصيا، أتمنى أن يتم تصحيح الأخطاء والهفوات، سواء في التسيير أو التواصل والبحث عن استثمارات ومشاريع للمدينة، خصوصا أن الرئيس يقول، دائما، أن له علاقات وأصدقاء. أما سياسة “أنا وحدي مضوي البلاد”، فلن تنفع صفرو في شيء، بل إن “حديقة المغرب” تستحق الأفضل..
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة