الدعوة إلى اشراك “مي نعيمة” في”مهزلة” فدرالية مفتاح!.. كواليس فوز “فقيه” بـ”ديربي” فاس مكناس بين “الصحافيين”

يوم الجمعة 7 يناير 2022، في قاعة الندوات بأحد الفنادق المصنفة بوسط مدينة فاس، لم يشهد فقط “ديربي” غير عادي بين “صحافيي” فاس ومكناس، لانتخاب أعضاء المكتب الجهوي للفدرالية المغربية لناشري الصحف والتي يترأسها نور الدين مفتاح، بل شهد أكبر “مهزلة” من المهازل التي يعيشها القطاع الإعلامي بجهة فاس مكناس، يقول أحد الصحفيين المهنيين بالجهة لجريدة “الديار”، وهو يحكي عن كواليس هذا الجمع العام التأسيسي الاستثنائي.

وقال المتحدث نفسه، رفض الكشف عن هويته، أن هذا الجمع سبقته “تفاصيل” تحكم في خيوطها “فقيه” ولج إلى عالم الصحافة، في ملابسات مجهولة وتمكن من الحصول على البطاقة المهنية، وأسس جريدة غير معروفة. “الفقيه” جمع “مدراء” الجرائد بمكناس ووجههم نحو فدرالية مفتاح، ودخل معهم في “معسكر” لترتيب الفوز برئاسة الفدرالية قبل الجمع.

المعطيات التي سردها مصدر جريدة “الديار” حول الموضوع تشير إلى أن “الفقيه” خطط لترشيح مراسل سابق لجريدة وطنية لمنصب رئيس الفدرالية بالجهة. لكن خطته لم تنجح، لأن هذا المراسل لم يُخرج بعد جريدته إلى حيز الوجود.

“عندما اقترح الاسم، رفضه مفتاح، رغم وعد هذا المرشح بتخصيص مقر للفدرالية بالجهة وتجهيزه على نفقته الخاصة!، لأن الأمر محرج. كيف يمكن لصاحب صحيفة “خلقت” قبل شهر، على الورق فقط، أن يترأس المكتب الجهوي للفدرالية المغربية لناشري الصحف؟” يوضح المتحدث نفسه.

ولم يجد “الفقيه” غير مدير جريدة مغمورة ليقدمه لهذا “النزال” الذي وصفه مفتاح بـ”الديربي” بالنظر إلى الصراع، كاد يتطور إلى الاشتباك بالأيدي، الذي نشب بين المتنافسين “الزملاء” من مكناس وفاس للحصول على منصب الرئيس: البوابة الرئيسية، في نظر البعض، لـ”مخاطبة” المسؤولين و”الاستقواء” و”التفاوض” حول “الدعم”، وليست مدخلا لتطوير المهنة وتنقيتها من “النجارة”، حسب الصحفي الغاضب من التشكيلة التي وصفها بـ”الفضيحة”..

“لا يتوقف الأمر هنا، يسترسل المصدر نفسه، بل تعداه إلى تحويل “مكتب” الفدرالية لجهة فاس مكناس إلى “إرث عائلي”، عندما تمكن أحد “لوبيات الصحافة” بالجهة من إقحام ابنته وابنه، يتوفران على مواقع “شبح” و”مجهولة” إضافة إلى أفراد آخرين من العائلة، داخل تشكيلة المكتب”.

وذكر المصدر ذاته، أنه بالرجوع إلى اللائحة، وباستثناء بعض الأسماء التي استغرب وجودها في “المكتب”، فإن أغلب جرائد هؤلاء المدراء الذين تحولوا إلى مسؤولين في الفدرالية، غير معروفة وغير نشطة، أو “تقتات” على إعادة نشر مواد إعلامية نشرت في صحف تحاول أن تجتهد وتكافح في الميدان. وما تبقى من المواد، في جزء مهم منها، هي “تطبال” و”قصائد مدح” في حضرة رؤساء ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين.

وفي ظل ما سماه مصدرنا بالفوضى، التي كرسها الجمع العام للفدرالية بفاس، رغم “الرسائل” التي حاول مفتاح أن ينقد بها ماء وجهه، عندما اعتبر بأن تنقية “باب الدار” هو من مداخل النهوض بالصحافة، رغم الخلط الكبير في تعريف ما يسمونه بـ”الجهوية”. “تنقية باب الدار” كان يفترض أن تدفع رئيس الفدرالية ومعه المكتب المسير لـ”الحزم” في “التعامل” مع عدد من الجرائد الإلكترونية التي “تعيش” على “النسخ واللصق”، بتعبير الصحفي المهني حميد الأبيض، في تدوينة له تعليقا على “حادث” الجمع العام للفدرالية.

“المثير للسخرية والحنق، في نفس الوقت، على ما يجري في قطاع حيوي في مغرب اليوم أن “كوبي كولي” لا تقتصر على المواد والمقالات فقط، بل تعداه إلى “سرقة” هوية صحف، يقول مصدر جريدة “الديار”، قبل أن يضيف: “في باب “من نحن؟” والذي يفترض أن يرسم توجه صحيفة، وأن يقدم تعريفا لها ولخطها التحريري، تم الوقوف على “عملية سطو” واضحة من طرف عضوين داخل مكتب “فدرالية مفتاح” لجهة فاس مكناس، دون أن يكلفا نفسيهما عناء تغيير اسم الجريدة التي تم السطو على تعريفها، لتصير 3 جرائد بنفس “من نحن؟”، حرفيا”.

من جهته، عبر الصحفي المخضرم حميد الأبيض عن استغرابه من “تشكيلة” مكتب فدرالية الناشرين لجهة فاس مكناس، وقال، في تدوينة بصفحته على موقع “فايسبوك” تحت عنوان “عن النشر والنشير” :” لا أعارض أن يكون للناشرين والصحافيين تنظيمات قوية، لكن ليس بتركيبة وتشكيلة ما بينها، أو بالأحرى بين بعضها والنشر والصحافة، غير الخير والإحسان و”ميكروفون” وكاميرا في أحسن الأحوال”.

وذكر الأبيض في التدوينة نفسها، أنه لا يعرف إن كان القانون الأساسي للإطار التنظيمي المجدد، يعترف بالمؤثرين ومنتجي المحتوى في “يوتوب” أصحاب وصاحبات قنوات في هذا الموقع العالمي. قبل أن يستطرد: “لكن أثارني وجود اسم في اللائحة، أو ربما اسمين في انتظار التثبت من الأمر. وهنا أتساءل إن كان إنتاج المحتوى في “يوتوب”، يقحم منتجيه ضمن الناشرين؟”، مطالبا باستدعاء “نعيمة البدوية” للجمع في حال كان الجواب بنعم، باعتبارها واحدة من صاحبات أعلى نسب المشاهدة بالجهة.

وختم حميد الأبيض تدوينته معلقا على نتائج جمع الفدرالية بفاس: “أتمنى ألا يفهم كلامي خارج إطاره وما حركني لقوله من غيرة على المهنة والقطاع. كلامي أكيد سيتفاعل معه الكثير منكم بالرضى ممن لهم غيرة على مهنة المتاعب، أو الرفض ممن لا يتخذونها إلا مهنة لمن لا مهنة له، أصحاب مواقع لا تحين إلا لماما أو لنشر بلاغ رسمي، أو تتربص بوسائل إعلام أخرى لاجترار واستنساخ ما نشرته، دون الحديث عن الملاءم منها والذي يشتغل في “النوار”.

“نحن على وشك الاختناق”، يقول مفتاح في حديثه عن وضعية الإعلام، لكن بهذا الجمع الذي شهدته مدينة فاس، يوم الجمعة الماضي، تكون الصحافة ربما قد استكملت جميع الشروط التي من شأنها أن تؤدي إلى “الاختناق”، يعلق أحد الغاضبين على ما وقع في “مهزلة” جمع عام حضره ما يقرب من 43 مدير “نشر” في الجهة، عدد كبير منهم لم يتعرف عليه حتى “الشيخ غوغل” بتعبير حميد الأبيض.