“غرائب الانتخابات” في البادية… سكان منعوا جيرانهم من استعمال بئر ومسجد

للانتخابات في البادية طعم مختلف نسبيا عما تخلفه في المدينة من رضا بالنتائج مهما كانت وبروح رياضية متفاوتة، طالما أنها كمباراة كرة بمنتصر ومنهزم، ولا تحتمل التعادل.

تخلف كل محطة انتخابية اصطدامات وعداوات وشد الحبل بين المتنافسين ومناصريهم، يستمر لما بعد إعلان النتائج وبشكل شرس أحيانا يستمر فيه التدافع والتنافر لسنوات تقطع فيها صلة الرحم وتنبت ردود فعل طريفة أحيانا تؤكد حجم خسارة المحبة بين الناس بسبب التصويت مع أو ضد مرشحين.

ومن القصص “الطريفة” التي وقعت بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، تعمد مناصري مرشح “مكردع” بجماعة قروية بتازة على الحدود بين هذا الإقليم وتاونات، منع زملائهم من أداء الصلاة في مسجد الدوار بداعي أنهم من بنوه ولا حق لغيرهم في دخوله طالما أن العداوة استفحلت بين طرفين متحابين إلى حين، بسبب عدم التصويت على مرشح يناصرونه.

قصة أخرى أمر من سابقتها، تلك التي وقعت بالإقليم نفسه، لما منع مرشح في دوار خسر في الانتخابات، سكان لن يصوتوا عليه، من استعمال طريق مفضية إلى منازلهم ومارة في أرضه، في مشهد مثير للضحك، قبل أن يتراجع عن قراره بعد تدخل ذوي النيات الحسن لإقناعه بلا جدوى مثل هذا القرار.

طرائف وغرائب ما بعد الانتخابات، لم تقف عند ذلك بل تعدتها لحد منع ناس من استعمال بئر للتزود بالماء الصالح للشرب في أرض مرشح خاسر، انتقاما منهم لعدم تصويتهم عليه.

للأسف عوض أن يكون التنافس شريفا ويتقبل الجميع نتائج الاستحقاقات، فإنها أصبحت في البادية، مصدر إزعاج وبعثرة لأوراق المحبة والاحترام بين سكانها الذين يأخذون الأمر بمنطق: أنت حبيبي إن كنت معي، وعدوي إن صوتت على مرشح منافس لين بينما تبقى العداوة بين أطراف التنافس قائمة في حالات كثيرة تصل أحيانا للمحاكم بعد وقوع اصطدامات دامية في أحايين كثيرة.