الخمار المرابط.. من “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” إلى مولاي بوشتى

يطمح الإنسان للترقي الاجتماعي والشخصي من أسفل الدرجات لأعلاها، بالكد، وليس العكس. قليلون من ينظرون للأسفل كلما علوا مرتبة وشأنا ومركزا اجتماعيا، بل منهم من يتنكر لأصله وفصله وينسلخ من ماضيه.
هذا الحكم ليس للتعميم، فثمة من “كبروا” شأنا وليس عمرا، وعادوا لمنبت طموحهم وأصلهم، ليس للتباهي بقيمة اجتماعية اكتسبوها، إنما سعيا للمساهمة قدر المستطاع في حل ولو جزء من مشاكل فرملت الطموح في بدايته. ومنهم الخمار المرابط الذي تسلق درجات النجاح ووصل الوكالة الدولية للطاقة النووية، دون أن ينسى أصله من دوار بجماعة مولاي بوشتى الخمار بدائرة قرية با محمد بتاونات.
يسكنه طموح متجدد من نوع ٱخر غير النجاح في دراسته وعمله. طموحه الٱن أن يكون صوتا لسكان محتاجين لمن ينصت لٱلامهم ويوقف زحف اليأس عليهم، بعدما عاشوه من تهميش جاثم على قرى موغلة في الإقصاء من كل بنية موصلة للتنمية الحقيقية المحتاجين إليها.
الخمار اختار دخول غمار الانتخابات هذا العام، وركب جرار عبد اللطيف وهبي أملا في أن يكون صوت من لا صوت له في بقعة جغرافية من المغرب المنسي. بدأ التجربة في دائرة انتخابية بدوار مسقط رأسه وحيث سمعت له أول صرخة بعد الميلاد، ففاز باستحقاق.
لكن حظه لم يكن موفقا في الانتخابات التشريعية بعدما رشح ثانية في لائحة البرلماني محمد حجيرة الأمين الجهوي للأصالة والمعاصرة، بدائرة غفساي قرية با محمد. فشله لم يمنعه من تكرار المغامرة وهذه المرة في انتخابات غرفة المستشارين، بعدما زكاه وهبي، أملا في فوز موصل لقبة البرلمان حيث إمكانية الجهر بمشاكل الناس أكبر.
فهل سينجح الخمار المرابط في انتخابات يراهن عليها لتحقيق نجاح آخر؟، بعد نجاحه في مساره الدراسي والمهني، وهو الذي تولى إدارة السلامة النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وترأس لجنة التنسيق الدولية بها، قبل إدارته الوكالة المغربية للأمن والسلامة النووية والإسعاعية (أمسنور)، وما بينهما من مسؤوليات دولية ووطنية تحملها ونجح فيها.