شباط: “تمشي للكوميسارية يعطيوك الكلمة! والناس بايتة محتجزة!”.. هذه تفاصيل جلسة انتخاب عمدة فاس وسط “بهدلة” الصحافيين
شهدت جلسة انتخاب رئيس مجلس جماعة فاس أحداثا غريبة، تجعل المرء يقف والذهول مسيطر عليه، فالجلسة التي شهدت حضورا مكثفا للأمن والسلطات المحلية، انطلقت بعد دقائق من حلول العاشرة من صباح اليوم الاثنين، بينما خيم اكتظاظ شديد افتعله مجموعة من الأشخاص على جنبات الجماعة، غالبيتهم أعضاء التحالف السداسي الذي يروم إلى ترشيح البقالي عمدة لفاس.
وانطلقت الأحداث المثيرة للاستغراب من منع الصحافيين من دخول الجماعة، وجعلهم ينتظرون حلول الباشا من أجل السماح لهم بالدخول، في الوقت الذي سُمح لصحافيي منابر إعلامية أخرى بالولوج دون انتظار ولا مشقة.
مضامين الجلسة التي نقلت على شاشات تلفاز ثبتت بقاعة منفصلة عن تلك التي يجري فيها انتخاب الرئيس، شهدت تسليم رئاسة الجلسة إلى العضو الأكبر سنا، المتمثل في عبد الله الهادف، وذلك بعد إحصاء الحضور، الذين ما تخلف أحدهم.
الهادف مباشرة بعد استلامه الكلمة ذكر أن مرشحا العمودية هما البقالي وشباط، قبل أن يطلب من الأعضاء المصوتين لصالح “المصباحي” أن يرفعوا أياديهم، وهي زلة اللسان التي أثارت سخرية عارمة بين عدد من الحضور.
في تلكم الأثناء، قام أعضاء من المجلس وشرعوا في التحدث، دون أن نتمكن من الاستماع إلى ما هم في صدد قوله، نظرا لغياب أو ربما تغييب الصوت عنهم، كما توجه شباط إلى منبر بمحاذاة المنصة التي يجلس فيها مسير الجلسة، من أجل إلقاء كلمة، وهو ما جعل الهادف يستشيط غضبا، ويردد “أنا الرئيس حاليا.. كلشي يمشي لبلاصتو.. التزموا بالكرسي ديالكم”، فانطلق صراخ وملاسنات لم تكن مضامينها مفهومة.
عقب ذلك مباشرة، وشباط واقف في المنبر، ردد مسير الجلسة لمرات عديدات وبلهجة ملؤها الغضب “المصوتون بنعم”، بينما كان شباط يقول “لا حول ولا قوة إلا بالله… لا لا لا لا… والله ايلا مستوى…”.
وفي كلمة ألقاها عبد السلام البقالي عقب توليه منصب رئيس مجلس جماعة فاس، تقدم الأخير بالشكر إلى من انتخبوه، وإلى ساكنة مدينة فاس التي صوتت لصالح من تراه الأفضل، مؤكدا أنهم سيجتهدون، كمجلس، من أجل تجاوز ما قيل في بداية الجلسة.
“ونقول باسم الله مجراها ومرساها، وأنا كلي ثقة بأن الطاقات التي يتوفر عليها المجلس الآن كانت تعكس ذكاء وانخراط ساكنة مدينة فاس التي أحييها، وسنكرس جهدنا ووقتنا وتجربتنا النضالية وسنضع كل ما تعلمناه لما يخدم مصالح ساكنة فاس”، يردف العمدة.
شباط في تصريحات للصحافة عقبت انتخاب الرئيس، بعد أن خرج ومعالم الأسى بادية على محياه، قال إن رئيس الجلسة “بالدخلة” دون نقاش ولا نقط نظام ولا تقديم لجدول أعمال، “السلام عليكم الاخوان المرشح فلان وفلان، شكون كيصوت على المرشح ديالي”، وفق تعبيره.
كما أكد أنه كمرشح منع من نقط نظام، فمن المفترض، حسبه، أن يسنح للمرشحين بتقديم وشرح كيف ستكون أوضاع فاس غدا، وكيف “تقلع” المشاريع “الواقفة” وجميع الشوائب التي توجد والواجب التغلب عليها، “فرئيس الجلسة الذي ينتمي إلى الأحرار لا يفقه شيئا بحيث منع نقط نظام، على حد قوله.
“والهزيمة هي هزيمة ديمقراطية، باش تكون الهزيمة شخصية ماشي مشكل، لأنه أنا فاش كنوض فالصباح قابل على كلشي اللي عطانا الله حنا معندناش إشكال، منبسط منشرح بخير فرحان، والمرحلة باقا ما انتهت، الطعون اللي كاينة دابا هي طعون بحكم القانون مائة بالمائة، والوثائق اللي تكلمنا عليها اللي تعطات للمنتخبين الآن ديال هاد الأحزاب أنهم يوقعو على وثيقة، ايلا مصوتش سيطرد وعندو غرامة ديال 10 مليون، هاد 10 مليون واش تعطات وخصها ترجع ولا كيفاش؟ يتساءل، وعدة مسائل اللي هي خطيرة ديال الضغط والابتزاز والترهيب”، يصرح.
كما ذكر شباط أن الدورة أجريت يوم أمس في فندق، و”الناس بايتة محتجزة آ عباد الله”.
وفي رد على تساؤل طرحه أحد الصحافيين، مفاده هل ستمارسون معارضة حقيقة أم ستسافرون مجددا، أجاب شباط ساخرا: “المعارضة الحقيقية، وملي نبغي نسافر يالله معايا، صافي هانتا معروض”، وعن سؤال آخر يقول “صوتتم بالامتناع ما سبب الامتناع؟”، رد شباط: “لأنه لم تعطى لنا الكلمة، أين نحن؟ هل نحن في مجلس أم ماذا؟ وا تمشي للكوميسارية يعطيوك كلمة” يقول حميد.
كما امتنع حميد شباط عن الإجابة عن باقي الأسئلة، مبرزا أن الأمر يتعلق بتصريح وليس بندوة صحافية.
فور خروجه من باب الجماعة، انطلق مناصرو الأحرار ومعهم أعضاء من أحزاب التحالف في ترديد “شباط إرحل”، “شباط سير فحالك فاس ماشي ديالك”، “تركيا وألمانيا تنادي”، “شوهناكم”…الخ، بل ولجأ آخرون إلى سبه وقذفه بشكل لاذع، فيما اكتفى هو بالتلويح لهم وابتسامة زائفة تعلو محياه.