بعد “حرب الحدود” بين عمدة فاس السابق ورئيس أولاد الطيب.. حرب “الأصوات” تندلع بين الفايق وشباط
بعد مرور 6 سنوات على “حرب الحدود” التي كانت قد اندلعت بين حميد شباط، عمدة فاس السابق، ورشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب، عادت طبول “الحرب” لتدق بين الطرفين مرة أخرى، لكن هذه المرة من أجل “الأصوات”.
فقد زار شباط، في خرجة استثنائية له، يوم أمس الاثنين، “محمية” الفايق، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وتجول رفقة أعضاء حملته في دروبها، وأزقتها، وألقى التحية على العشرات من المواطنين والمواطنات وهو يخطب ودهم من أجل التصويت لفائدة “غصن الزيتون”، رمز حزب جبهة القوى الديمقراطية التي التحق بها بمعية أنصاره، بعد مغادرته لحزب الاستقلال شبه مطرود، على خلفية رفض منحه التزكية للترشح للانتخابات الجماعية.
وانتقد شباط وضعية المنطقة، وقال إنها تعرف فوضى عمرانية، وتطغى عليها العشوائية، وتعاني من نقص كبير في التجهيزات الأساسية، ومنها المؤسسات التعليمية. وأكد بأنها، تستحق في المقابل، أن تتحول في القادم من السنوات إلى مدينة.
واحتفل أنصار شباط بـ”اقتحام” هذه المنطقة التي تصنف بأنها “محمية” للبرلماني رشيد الفايق، لكن متتبعين رأوا بأن هذه الزيارة ستغدي أزمة ظلت مشتعلة بين كل من شباط والفايق، واللذين يتقاسمان نفس “منهجية” العمل، ويعتبران من “خريجي” نفس “المدرسة السياسية”، قبل أن تتفرق بهما.
ووصلت الأزمة بين الطرفين قمتها، عندما عملت جماعة فاس بمعية السلطات المحلية حينها، على انتزاع أكثر من 450 هكتارا من أراضي استراتيجية في النفوذ الترابي للجماعة القروية، وإلحاقها بالنفوذ الترابي لجماعة فاس، بمبرر التوسع العمراني للمدينة، وحاجتها إلى مرافق.
وتحولت هذه الأراضي، بين عشية وضحاها، إلى تجزئات سكنية لمنعشين عقاريين، حصلوا على الرخص الضرورية بسرعة البرق، وهي تحمل توقيع كل من العمدة شباط والوالي غرابي، بينما اضطر الفايق إلى طي الملف، بعدما تحول إلى ملف ذو بعد وطني وصل إلى البرلمان، وتبناه بنكيران في حملته ضد شباط، وصدرت في شأنها قرارات قضائية نهائية لصالح وزارة الداخلية التي كرست إعادة ترسيم الحدود بين الجماعتين.