القيسي يكتب: من كان مع الاستقلال، فهو للجميع.. ومن كان مع غيره فليذهب معه

حزموا الامتعة وحددوا الوجهة وافرغوا ما في عقيدتهم السابقة وتركوا مصطلحات التشبث بالحزب والنضال من داخله رغم عدم التزكية لأنهم أبناء الحزب واعمدته.

هذا ما كانوا يسوقونه في جميع خرجاتهم سواء في الاجتماعات التنظيمية أو السرية وكذا الإعلامية، لكن صمود رجال الشرعية وشباب الالوكة الحقيقية هم من انتصروا في الاخير، لأن مكسب النصر النهائي يجب على الحزب أن يوجد به قيادة عليا حكيمة بعيدة النظر ورجالاً لا تسيرهم العاطفة ولا يخضعون لهذه القيادة خضوعاً أعمى.

فالسريّة التي تضم مئتي رجل كلهم أذكياء وأكفّاء هي أصعب قيادة من سرية تضم مئة وتسعين رجلاً عادياً وعشرة رجال أذكياء يمسكون زمام القيادة، وهذا هو سبب فشلهم.
فالتبعية كانت أساس منهجهم، والعنترية إحدى قواعدهم والبرغماتية طريقهم، ومن هنا يتبين بأن جرأة الامين العام نزار بركة كانت مبنية على مخرجات المؤتمر السابق التي جاءت كلها تهدف الى التغيير والانفتاح على الوجوه الجديدة والشباب وقطع الطريق على وجوه القرن الماضي، ويعتبر تصريح الامين العام السطر الاخير من هاته القصة ووضع نقطة النهاية، وعلى الامين العام السابق ان يبقى وفيا للعرف وعدم الترشح لأنه لم يسبق لأي امين عام سابق ان ترشح بعد نهاية ولايته التنظيمية.

بالطبع هذا لن يحصل مع عمدة فاس السابق ولن يقبل بأن يرضخ للعرف بل أصبح يفكر في هجرة جماعية نحو حزب اخر قصد الترشح باسمه واسترجاع الكرسي الذي عوقب عليه الانتخابات الاخيرة، ورفع حالة التأهب القصوى وربط الاتصال بجميع الاستقلاليين والاستقلاليات ممن كانوا يساندونه في مرحلته العنترية هذه، لكن اغلبهم تشبث بانتماءه وجاء ردهم بأنهم باقون في الاستقلال ولن يغادروا الحزب ودعمهم السابق كان من داخل الحزب وليس من خارجه

من هنا يتبين للمتتبع الفاسي والمغربي أن العمدة السابق انتهى سياسيا وعليه احترام القواعد والاصطفاف بجانب القيادة الحالية، وتقديم الدعم الذي هو من واجبه إن كان استقلالي حقيقي ومؤمن بالديمقراطية وبان الكرسي مجرد مرحلة وليست ملكية لاحد فالمناصب تكليف وليست تشريف.
من كان مع حزب الاستقلال، فحزب الاستقلال للجميع، ومن كان مع غيره فليذهب معه.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة