المستشفى الإقليمي بصفرو.. العبث
“هبط لفاس!”، أضحت لازمة تتكرر، بشكل آلي، على مسامع مرتفقي المستشفى الإقليمي محمد الخامس بصفرو.
وفي هذا السياق، عبر مرافق لمرأة حامل، تنحدر من جماعة العدرج، عن غضبه من الطريقة التي تم التعامل بها معه ومع السيدة منذ ولوجه إلى المستشفى إلى مغادرته في اتجاه مدينة فاس في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وفي التفاصيل، كشف المصدر ذاته، في تصريح لجريدة “الديار”، أنه لحق بالسيدة الحامل وزوجها على الساعة 23:25 من ليلة أمس الاثنين، بعد أن ظلا في ساحة المستشفى دون تقدم لهم أي مساعدة أو إرشادات، مشيرا إلى أنهما قدما إلى صفرو من العدرج بتوجيه من مستشفى رباط الخير، حيث تم إخبارهم بضرورة التوجه إلى صفرو أو فاس.
وأضاف المتحدث نفسه، أنه قام بمرافقة السيدة الحامل إلى قسم الولادة في الطابق الأول، صعودا عبر السلالم، في غياب مصعد للحوامل و”الحالات الخاصة”، ليتعرض لإهانة وسوء معاملة من حارس الأمن، الذي قام بإغلاق بوابة القسم “في وجهه” وهو يحاول أن يستفسره عن مخاطب مسؤول عن القسم.
“تحاملت على نفسي، يقول مصدرنا، خصوصا أن المكان كان يعج بنساء حوامل يفتشرون الأرض خارج قسم الولادة وفي سلالم المستشفى في مشهد كارثي”، قبل أن يسترسل متابعا أنه انسحب إلى ساحة المستشفى في انتظار رد من “المجهول” حول حالة السيدة والخطوات الواجب اتباعها في هذه الحالة، خصوصا أن السيدة قادمة من جماعة بعيدة وزوجها يعاني من إعاقة جسدية.
“قالولي نهبط لفاس.. هكذا ردت السيدة الحامل، وهي تتوجع ألما، أثناء نزولها سلالم المستشفى”، يفيد مصدر الجريدة، قبل أن يشدد على أن من قام بفحصها لم يقدم لها أي وثيقة أو تبرير.
وذكر مصدرنا أنه قام بإجراء بعض “الاتصالات” لمحاولة فهم أسباب “ترحيل” السيدة القادمة من العدرج إلى فاس، قبل أن يتلقى ردا بكون حالتها تستدعي تدخلا من طبيب مختص في التوليد.
محدثنا قام بتوجيه شكره إلى أطر قسم الولادة بمستشفى الغساني بفاس على طريقة تواصلهم وحسن استقبالهم للسيدة الحامل ورعايتهم لها، قبل أن يوجه، ساخرا، دعوة إلى ساكنة إقليم صفرو بالتوقف عن التوالد إلى حين إيجاد طبيب بالمستشفى الإقليمي.
ولم يفت المتحدث ذاته، الإشارة إلى بعض الظواهر الغريبة، وصفها بـ”العبث”، التي عاينها خلال فترة تواجده بساحة المستشفى، حيث تحدث عن تجول مراهق بقميص أحمر وحافي القدمين، تفوح منه رائحة “الدوليو” داخل ساحة المستشفى وأمام أعين الحراس، يتسول المرضى ويعترض سبيل الحوامل والمرتفقين طلبا لبعض الدراهم
“العبث، يشرح المصدر نفسه، لا يتوقف هنا، بل حتى بعض “الأطباء والعاملين بالمستشفى” انخرطوا في نقاش حول مباراة في كرة القدم، أجريت بين الأطر الصحية، بصوت جهوري وتحت نوافذ بناية المستشفى، في الوقت الذي يعاني فيه المرضى أمام “قسم المستعجلات”، قبل أن يكتمل المشهد “السوريالي” بخروج “طبيب”، بلباسه الأخضر، يبحث عن “الشعلة” في ساحة مستشفى يفترض أن التدخين ممنوع داخله”.
من جهته، أوضح أحد الأطر الصحية بمدينة صفرو أن المستشفى الإقليمي محمد الخامس يعاني، منذ فترة طويلة، من سوء تدبير على مستوى “الحراسة” خصوصا في قسم الولادة.
وأكد المصدر ذاته، رفض الكشف عن هويته، أن المستشفى يتوفر على طبيبين للنساء، أحدهما قدم ملفا طبيا لإعفائه، في الوقت الذي يتحرك ميدانيا، وبشكل كبير، على المستوى السياسي والنقابي.
محدثنا أشار، في نفس الوقت، إلى أن “لوبي الأطباء” داخل المستشفى، قدم “طلبات تعجيزية” للمسؤولين السابقين من أجل التهرب من الحراسة، موجها إليهم سؤالا استنكاريا: “كيف ترفضون العمل ليلا لـ”غياب” الإمكانيات والآليات، وتشتغلون نهارا بالإمكانيات المتوفرة داخل المستشفى؟”.
وأوضح المصدر ذاته أن المستشفى يتوفر على مختصين في “التخدير”، مما يعني، حسبه، أن الحراسة داخل قسم الولادة ممكنة، “لكن تغيب الإرادة لدى البعض لخدمة المواطنين، بكل بساطة”، يتابع بغضب.
وعن فوضى الحراس، حمل مصدرنا مسؤولية “طغيانهم”، إضافة لـ”أفعال أخرى”، إلى غياب المراقبة من طرف إدارة المستشفى.