محمد سعيد الخديسي: “الكمامة” الذكية اختراع لخدمة المغرب والمغاربة في زمن كورونا

ظهرت في المغرب منذ بداية “جائحة” كورونا كفاءات وطاقات مغربية تحاول تقديم الإضافة ومساعدة بلدها في تجاوز المحنة التي يمر بها العالم بسبب  العدوى.

وفي هذا الإطار ظهرت مبادرات لباحثين مغاربة في اختراع آلات للتنفس الاصطناعي و”كمامات” ذكية.

ومن بين الأطر التقنية التي عملت على تصنيع أقنعة أو “كمامات” ذكية، أطلق عليها اسم “مداد”، وهو الاختراع الفائز في مسابقة دولية (هاكين كوفيد 19)، نجد المهندس محمد سعيد الخديسي، ابن مدينة صفرو، المختص في الهندسة الصناعية والآلاتية، الذي اشتغل رفقة فريق من المهندسين والأطر العليا، بينها شقيقه محسن الخديسي، الأستاذ والمهندس في النظم المعلوماتية.

موقع “الديار” التقى محمد سعيد الخديسي، وأجرى معه الحوار التالي:

 – كيف جاءت فكرة اختراع القناع الذكي؟

مباشرة بعد الإعلان وفرض الحجر الصحي في المغرب من قبل السلطات ببلادنا، وتماشيا مع قناعاتنا المبنية على التضامن، فكرنا نحن مجموعة من الباحثين في الطريقة المثلى لمساعدة بلدنا، خصوصا فيما يتعلق بالحماية والتطبيق الأمثل للتباعد الاجتماعي، ما يمكن اعتباره نموذجا مبتكرا على الصعيد العالمي لتشخيص وتوقع الإصابة بفيروس كورونا حسب معطيات جغرافية وسلوكية وحيوية واتصالية عبر الذكاء الاصطناعي.

ومن هنا جاءت فكرة الجمع بين قناع أو “كمامة” وتطبيق معلوماتي يمكن من توقع ورصد الحالة الصحية لصاحبه مع متابعة تحركاته وتنبيهه في حالة اقترابه من الآخرين.

ويحتوي “مداد” على مستشعرات للحرارة والرطوبة، كما يستطيع قياس ضغط التنفس ومستوى الأكسجين في الدم.

وترتبط “الكمامة” بتطبيق ذكي بواسطة “البلوثوث” يمكن من رصد المعطيات وفق استمارة للتشخيص الذاتي، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، كما يشمل التطبيق برنامج متطور للكشف وحساب احتمال الإصابة بالعدوى عبر بصمات المستعمل الصوتية.

 – ما هي الصعوبات التي واجهتكم لإخراج هذا المشروع إلى الوجود، خصوصا مع التزامكم بقواعد الحجر الصحي؟

قبل الجواب على سؤالكم، لا بد أن أشير هنا إلى الدور الكبير الذي لعبه مجموعة من المهندسين الشباب الذين يمكن اعتبارهم “جنود الخفاء” في هذا المشروع، كما أوجه لهم شكري، من خلال منبركم، على التضحيات الكبيرة التي قدموها في سبيل مساعدة بلدهم المغرب عبر هذا الاختراع، مع الالتزام التام بقواعد الحجر الصحي، ما جعل الفريق يعمل من منزله، مع عقد الاجتماعات بشكل مستمر عن بعد.

بعد التفكير في الصيغة التي تمكننا من ترجمة رغبتنا كمهندسين في مساعدة السلطات والأطر الصحية لتجاوز محنة “كورونا”، وضعنا نصب أعيننا عدة إكراهات يجب علينا تجاوزها: أولاها عامل الوقت، حيث كان لزاما علينا أن نخرج النموذج الأولي في أقل مدة زمنية، حتى يستفيد منها المغرب في هذه الفترة الحرجة من تفشي الوباء.

كما أن ظروف الحجر الصحي وإغلاق الحدود شكلت لنا عائقا كبيرا من أجل توفير المواد الأولية الضرورية لإخراج المشروع، وهو ما تجاوزناه بالاعتماد على المتوفر في السوق المحلية.

والإكراه الأهم بالنسبة لنا والذي استطعنا بفضل تظافر جهود المجموعة تجاوزه، هو إخراج المشروع بأقل تكلفة ممكنة، لتشجيع الدولة أو المستثمرين على الاستثمار فيه وتقديمه للمواطنين بأثمنة في متناول الجميع.

– بعد حصولكم على براءة الاختراع، ما هي الخطوات التي ستقومون بها في المرحلة المقبلة

مشروعنا أو فكرتنا تبلورت حول هدف واحد، تقديم المساعدة لوطننا وللمغاربة ومحاولة الإسهام في الوقاية والحفاظ على أرواح المغاربة، لهذا جعلنا براءة اختراعنا متاحة للجميع “open source “، لتتبناه المصالح الحكومية أو الخواص مجانا طيلة فترة “الجائحة”، شريطة توزيعه على المواطنين بثمن تصنيعه، دون تحقيق أرباح.

 – شاركتم كذلك في إنجاز آلة التنفس الاصطناعي الذكية، أين وصل بدوره هذا المشروع؟

يمكن القول أن المشروع وصل مراحل متقدمة قبل عرضه على المهتمين بتصنيعه، هو أيضا، حيث وصلنا إلى مرحلة التجارب السريرية على المرضى، تحت إشراف دكاترة ومختصين في أمراض الجهاز التنفسي.

ويبقى مشروع آلة التنفس الاصطناعي، رغم مساهمتي البسيطة فيه، عملا مهما لطبيعة الآلة الذكية، يمكن برمجتها عن بعد من طرف الأطر الطبية، لتفادي الاكتظاظ بغرف الإنعاش وترك الأسرة للحالات الخطيرة فقط. كما أن وزنها الخفيف، 700 غرام، يساعد المريض على حملها بسهولة.