مستشار: “ما بقا ما يدار في الجهة!” والأنصاري يرد بقوة.. “هروب” المنتخبين يخلق جدلا بمجلس الجهة وجماعة فاس

خلقت ظاهرة “فرار” المستشارين، بعد تسجيل حضورهم في دورات المجالس المنتخبة، جدلا واسعا سواء في دورة مجلس جهة فاس مكناس العادية ليوم الاثنين الماضي، أو في دورة مجلس جماعة فاس أول أمس الثلاثاء.

فخلال الدورة العادية لمجلس الجهة، وقبل الشروع في دراسة والمصادقة على عدد من مشاريع الاتفاقيات، اقترح عبد الواحد الأنصاري تقديم بعض نقطة في جدول الاعمال، لضرورة المصادقة عليها بأغلبية أصوات الأعضاء المزاولين لمهامهم.

وشرح الأنصاري أسباب هذه الدعوة باحتمال انسحاب الأعضاء قبل نهاية الجلسة، وهو ما تم فعلا، وفق ما عاينته جريدة “الديار” من مغادرة عدد من المستشارين مع توالي مناقشة جدول أعمال الدورة.

هذا الاقتراح (تقديم نقطة في جدول الأعمال) علق عليه بأسف ادريس الصقلي عدوي، عضو مجلس الجهة عن حزب العدالة والتنمية، متحدثا عن ضرورة التزام الأعضاء بالحضور من بداية الجلسة إلى آخرها، مذكرا بالوضعية التي تعيشها المملكة، من احتجاجات الشباب للمطالبة بالصحة والتعليم والتشغيل وتخليق الحياة السياسية، وهو ما يتطلب من الجميع الالتزام والمعقول.

وفي السياق، تحدث الصقلي عن لقائه بمستشار في مجلس الجهة، لم يكشف عن هويته، وعند استفساره عن الحضور لدورة الاثنين للمجلس، رد “زميله” بالرفض قبل أن يستطرد: “ما بقا ما يدار فديك الجهة!”، وفق رواية المصدر نفسه.

عبد الواحد الانصاري، رد بقوة على حكاية المستشار الذي “لم يعد له ما يدار في الجهة”، بعد أن عقب على ما جاء في مداخلة عضو المعارضة، ادريس الصقلي، قائلا: “أما بالنسبة للمستشار الذي التقيته، وإذا لم يعد مهتما بتمثيل سكان الجهة، فليترك مكانه لغيره!”، وسط تصفيقات عدد من الأعضاء.

نفس السيناريو، تقريبا، سيتكرر خلال أطوار أشغال دورة أكتوبر العادية لمجلس جماعة فاس، حيث اقترح مستشار من الأغلبية تقديم عدد من مشاريع الاتفاقيات، وتحديدا المرتبطة بالنقل العمومي وتهيئة ساحة فلورنسا، لأنها تحتاج تصويت أغلبية أصوات الأعضاء المزاولين.

اقتراح محمد محبوب، عن حزب الأصالة والمعاصرة، قابلته المعارضة بالرفض، حيث اشارت إلى مسؤولية الرئيس في ضبط حضور أعضاء أغلبيته، ومنع “هروبهم”.

ورغم النقاش الحاد الذي عرفه هذا المقترح والاتهامات بالاستهتار بمصالح المواطنين، الموجهة إلى أعضاء التحالف المسير لمجلس جماعة فاس، فقد عرفت بعض النقاط تصويت عدد قليل من المستشارين، والتي بلغت 22 صوتا مقابل 14 صوتا معارض، على اتفاقية تهيئة ساحة فلورانسا، بعد أن تم التصويت على النقطة المتعلقة بالنقل الحضري بـ62 صوتا.

هذا التصويت خلق جدلا واسعا، بعد اتهام المعارضة للمكتب المسير بـ”تزوير” نتيجته، قبل أن يتدخل العمدة التجمعي عبد السلام البقالي، الذي أوضح ان هذه النقطة قد تتم إعادة دراستها والمصادقة عليها في الجلسة الثانية من الدورة.