العامل غاضبا: “وليدات المغاربة لا يمكن أن يكونوا موضوع حسابات سياسية”.. النقل المدرسي “يستنفر” المجلس الإقليمي لصفرو ومديرية التعليم “غائبة”
انفجر إبراهيم أبو زيد، عامل إقليم صفرو، غضبا، صباح اليوم الاثنين، خلال أشغال دورة شتنبر العادية للمجلس الإقليمي، بسبب الحالة المزرية لعدد من حافلات النقل المدرسي، وبسبب رفض عدد من الجماعات المصادقة على مشروع اتفاقية شراكة بينها وبين المجلس الإقليمي لصفرو وجمعية الأمل للنقل المدرسي، بخصوص تدبير قطاع النقل المدرسي إقليميا.
وناقش المجلس الإقليمي برئاسة لحسن زلمط، ضمن جدول الدورة العادية لشتنبر 2025 “اتفاقية” شراكة مع 15 جماعة بخصوص تدبير قطاع النقل المدرسي بالإقليم، بغرض تقليص نسب الانقطاع عن الدراسة وتحسين نسبة تمدرس الفتيات بالعالم القروي، وتوسيع التغطية الجغرافية لخدمات النقل المدرسي، حسب مذكرة تقديم المشروع، قبل أن يصدم الحاضرون بالعرض المقدم حول حالة الأسطول المتردية في بعض الجماعات، وغياب المراقبة والتتبع من طرفها، في الوقت الذي رفضت 3 جماعات (امطرناغة، ورأس تبودة، وأولاد امكودو) التصويت على هذه الاتفاقية.
وبينما طالب مستشارون بتأجيل إطلاق المشروع إلى غاية تجاوز جميع المعيقات وإصلاح المركبات، خصوصا أن انطلاق المشروع يتزامن مع انطلاق الموسم الدراسي اليوم الاثنين وأن عددا من الجماعات سبق أن قامت بتحويل الميزانية المخصصة للنقل المدرسي للجمعيات المحلية، مما قد يتسبب في حرمان عدد من التلاميذ من التمدرس، قال أبو زيد، في تدخل له بعد اطلاع الحضور على عرض من طرف أطر المجلس الإقليمي، إن التلميذ “خاصوا يوصل للمدرسة ديالو.. وحنا خاصنا نعرفوا كفاش”.
وأضاف عامل إقليم صفرو أنه من العادي أن تعرف أي مبادرة نقاط قوة وفشل، مشيرا إلى ان النقل المدرسي ليس من اختصاص الجماعات، ولهذا تم التوجه إلى جمعيات إقليمية لتدبير النقل المدرسي، قبل أن يتابع مستطردا: “النقل المدرسي خاصو يخدم، ووليدات المغاربة لا يمكن أن يكونوا موضوع حسابات سياسية”، في تلميح، ربما، لرفض عدد من الجماعات المصادقة على الاتفاقية.
“هذه فلوس الدولة.. وحتى واحد مكيجيبهم من جيب باه!”، يصرخ أبو زيد، قبل أن يوجه كلامه إلى المسؤول عن برامج التنمية البشرية: “غادي نتفاهموا على هادشي !”.
وطالب العامل بتشكيل لجنة، مباشرة بعد نهاية الدورة العادية، لتجاوز كل الصعوبات، وتوفير الاعتمادات لإصلاح المركبات المتضررة، حفاظا على الأمن الاجتماعي للمواطنين بالإقليم، كما دعا إلى استرجاع الأموال الممنوحة للجمعيات المحلية والمتعلقة بالنقل المدرسي.
من جهته، أوضح لحسن زلمط، رئيس المجلس، أنه تم الانكباب، قبل مدة طويلة، على إعداد مشروع الاتفاقية، في إطار اختصاصات المجلس الإقليمي، وفق مقاربة تشاركية وتعاقدية تضمن استدامة الخدمة ونجاعتها، موضحا أن هذه الاتفاقية مرتبطة بتفويت وتدبير وصيانة أسطول النقل المدرسي بإقليم صفرو، بما مجموعه 90 حافلة، منها 22 حافلة مقتناة من طرف المجلس الإقليمي و68 من طرف الجماعات المحلية.
كما أجمعت باقي التدخلات على أهمية توفير النقل المدرسي من أجل محاربة الهدر المدرسي وضمان مستقبل مشرف لأبناء المغاربة، مع تقديم مقترحات وعدد من الحلول لتجاوز معضلة الحافلات المتضررة بشكل كبير.
كما تم استهجان غياب المديرية الإقليمية للتعليم عن أشغال دورة اليوم، خصوصا أنها طرف رئيسي في الملف، في الوقت الذي عبر فيه مستشار عن اتفاقه مع ما جاء في تدخل العامل، وتحديدا حديثه عن الحسابات السياسية لبعض المنتخبين، مذكرا، في نفس الوقت باستغلال حافلات النقل المدرسي في رحلات سياحية، في إشارة إلى الفضيحة التي فجرتها جريدة “الديار” حول استغلال حافلات النقل المدرسي، خلال فترة الامتحانات لنقل نساء اغبالو أقورار إلى حامة “عين الله” ضواحي فاس.
