عادل برادة يكتب: بداية انفلات في زمن كورونا
هل هي بداية خروج الأمور عن السيطرة؟
الأطر الصحية – خاصة المدنية منها – وكذا البنيات التحتية الصحية الهشة، لم تعد تحتمل الضغط المتزايد يوما بعد يوم، جراء ارتفاع عدد الإصابات، فقد تم تعويض مستشفيات جهوية وإقليمية بأخرى ميدانية، أبانت عن قيامها بمهمة علاج المصابين بكوفيد 19 على أحسن وجه، وسرعان ما تم استبدال هذه المستشفيات الميدانية المجهزة بأحدث التجهيزات واللوازم الطبية، بأحياء جامعية مفتقرة لأبسط الظروف الصحية، وأبسط التجهيزات والأطر الطبية، كما هو الشأن بالمستشفى الميداني المحدث بجهة فاس-مكناس، والذي لا ينطبق عليه أدنى معيار من معايير مستشفى أو بالأحرى مستوصف بحي سكني، طاقته الإستعابية محدودة في ألف سرير ملأت عن آخرها، والكل يعرف أسرة الأحياء الجامعية الحديدية ذات طابقين، والتي لم يتم استبدال أفرشتها غير الصحية، بل تمت تغطيتها فقط بإزار أبيض، الجدران مهترئة بالرطوبة، والمرافق الصحية مستنزفة عن آخرها، ولم تخضع أبدا لأي عملية صيانة، وخاصة وقت إعداد الحي الجامعي – إناث – ليتحول إلى (مستشفى ميداني) ، تحترم فيه أبسط المعايير والكرامة الإنسانية.
فلم يعد هناك شيء إسمه تتبع المخالطين، بل تركهم و شأنهم للأقدار:
فمن لا يعاني من أعراض كوفيد19 وليس لديه أي مرض مزمن، نجى في صمت ولم يشعر في وقت ما بأنه تعرض لهجوم هذا الفيروس وتخلص منه بفضل قوة مناعته، ولكن المصيبة هي أنه قدم خدمة كبرى لكوفيد19 بحيث أصبح ناقلا وناشرا له وهو لا يدري طوال مدة حضانته له، فيحصد هذا الفيروس بسببه المزيد من الضحايا في صفوف أسرته وزملائه وأصحابه…
وأما من يعاني من ضعف في جهازه المناعي ومن أمراض مزمنة، فهو من أصبحت وزارة الصحة تتكفل بعلاجه، إذا أسرع وتوجه لمختبراتها لإجراء تحاليل الإصابة بالفيروس، والتي أصبحت دائما تتأخر نتائجها أكثر من 4 أيام، ليواجه المريض بأحد الأمراض المزمنة مصيره، إما الموت المحقق، وإما الاستعانة بجهاز التنفس الاصطناعي في مدة علاجية طويلة، وغالبا ما تنتهي هذه الرحلة بالمأساة والفشل، بسبب تمكن الفيروس المميت من رئة هذا المصاب.
لذا وجب أخذ الحيطة و الحذر وعدم الإستهانة بخطورة هذا الفيروس وعدم الإتكال والإعتماد على المنظومة الصحية الراهنة.
فمثلا عند الإحساس بأعراض الفيروس المرضية أو مجرد الشك في وجوده، يستوجب الإسراع إلى المختبرات المختصة، والحرص على نتائجها في أقرب الآجال، ولو كلف الأمر عدم مغادرتها، إلى حين التعرف على النتائج
وأخذ الأدوية المنصوح بها لمقاومة الفيروس بالبيت، باستشارة الطبيب مع احترام جرعاتها.
أعاذنا الله و إياكم من الأمراض والأسقام، ومن شر هذا الفيروس الخطير
و دائما تظل الوقاية خير من العلاج
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة