الإعلام وصناعة “النخب النسائية”.. تفاصيل ورشة تكوينية بصفرو

في إطار مشروع “الإعلام رافعة لجيل جديد من المشاركة السياسية للمرأة”، نظمت جمعية العلم نور للتنمية الثقافية والاجتماعية بشراكة مع منظمة أوكسفام، ورشة تكوينية تحت عنوان: “الإعلام وتشكيل الرأي العام: كيف نساهم في صناعة النخب السياسية النسائية”، وذلك يوم أمس السبت بمدينة صفرو.
وقد جاءت هذه الورشة في سياق الإقرار باستمرار وجود معوقات بنيوية وثقافية تحد من بروز النخب النسائية في المشهد السياسي، رغم المكتسبات المحققة على مستوى التمثيلية السياسية للمرأة. ويعد الإعلام من الأدوات الجوهرية في تشكيل الرأي العام وإعادة إنتاج الصور النمطية أو كسرها، ما يجعل من الضروري تمكين النساء من أدوات وآليات التعامل مع الإعلام بوعي واستراتيجية، كخطوة نحو تعزيز حضورهن وتأثيرهن في الفضاء السياسي.
وسعت الورشة إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها تعميق الفهم بالعلاقة بين الإعلام وتشكيل الرأي العام، وتحليل تمثلات المرأة في الإعلام السياسي، بالإضافة إلى تطوير مهارات التفاعل الإعلامي لدى النساء الفاعلات أو المقبلات على العمل السياسي، وكذا تزويدهن بتقنيات التأثير الإعلامي والتواصل السياسي، مع تعزيز الوعي الجماعي بأهمية دعم القيادات النسائية من خلال وسائل الإعلام.
وتوزع محتوى الورشة على محاور متعددة، تناولت مواضيع من قبيل: “الإعلام والرأي العام: المفاهيم الأساسية وآليات التأثير”، و”المرأة في الإعلام السياسي: بين التغييب والترويج”، و”صناعة الصورة الذهنية للقيادات النسائية: التحديات والفرص”، إلى جانب استعراض تجارب ناجحة لنساء تمكنّ من توظيف الإعلام بفعالية لصالح قضاياهن، فضلاً عن تنظيم تمارين تطبيقية لإعداد رسائل وخطابات إعلامية مؤثرة، واستراتيجيات لبناء حضور رقمي وسياسي فاعل عبر المنصات الإعلامية والاجتماعية.
وقد استهدفت الورشة بالأساس نساء منتخبات أو مقبلات على الترشح، وممثلات عن جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب صحافيات وناشطات في المجال الإعلامي، وطالبات من تخصصات العلوم السياسية والإعلام.
أما من حيث المنهجية، فقد تم اعتماد مقاربات متنوعة جمعت بين المداخلات النظرية، والعمل التفاعلي في مجموعات، وتحليل تجارب واقعية لقيادات نسائية ناجحة، إضافة إلى محاكاة إعلامية وتقييم ختامي أفضى إلى توصيات عملية.
وكان من بين المخرجات المنتظرة تعزيز كفاءات المشاركات في التعاطي الذكي والواعي مع الإعلام، وبناء وعي نقدي تجاه صورة المرأة في الفضاء الإعلامي السياسي، وتشجيعهن على تبني أدوار قيادية وترافعية مؤثرة، مع استخلاص توصيات تروم دعم النخب النسائية وتمكينها من استثمار الإعلام كأداة للتأثير والتغيير.