نبيل الريفي يكتب: “ݣـيـݣـو تخـتـنـق”

على بُعد حوالي 30 كيلومترًا فقط من مدينة إفران المصنّفة ضمن أنظف مدن العالم، توجد بلدة ݣيݣو التي تُقدَّر ساكنتها بحوالي 25 ألف نسمة حسب إحصاء 2024، أي أكثر من ضعف سكان إفران. لكن المفارقة أن ݣيݣو تغرق، حرفيًا، في مشاهد تليق بعصور ما قبل البنية التحتية.

الصور التي أشاركها هنا ليست من أرشيف النسيان، بل من الواقع اليومي: مياه صرف صحي مكشوفة تمر وسط الأزقة، إما راكدة تزكم الأنوف، أو جارية كأنها نهر قذر يشق الأزقة و يعلن الفشل. مشاهد تهدد صحة الساكنة، خصوصًا الأطفال، وتضعهم في تماس مباشر مع الحشرات والميكروبات.

ورغم وجود بعض الأشغال التي تبدو متوقفة، إلا أن شبكة التطهير السائل شبه غائبة عن عدد كبير من الأحياء، ما يجعل المياه العادمة تتجمع في مجرى رئيسي يخترق قلب المركز، وتُكوّن بركًا آسنة تتكاثر عليها الحشرات والذباب. الأخطر أن هذه البرك توجد على مقربة من بعض المدارس، في بيئة لا تليق بطفولة ولا بتعليم.

هنا، تطرح الأسئلة نفسها بإلحاح:
هل فشلت المقاربة الجهوية للتنمية في إنصاف بعض المراكز الصاعدة؟
ولماذا تتحوّل هذه البوادي المنسية، كل موسم انتخابي، إلى مسرح للتطاحن السياسي على المناصب المحلية والتشريعية؟
هل لأن هشاشتها البنيوية تُشكّل أرضًا خصبة لتوزيع الوعود دون تنفيذ، وللكلام دون أثر؟

في ݣيݣو، لا تزال الكرامة معلّقة… والصور أبلغ من كل وصف و من كل تعليق.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة