“لعنة” منصب البوصيري في جماعة فاس.. فشل جديد في اختيار نائب للعمدة و”التحالف” في خبر كان؟

فشل المجلس الجماعي لمدينة فاس، أمس الأربعاء، مرة أخرى، في انتخاب النائب العاشر للعمدة “التجمعي” عبد السلام البقالي، تعويضا لمنصب عبد القادر البوصيري، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، المعتقل على خلفية ملفات فساد مالي وإداري بالجماعة.

واضطر رئيس المجلس الجماعي، الذي كان يخاطب مقاعد قاعة الاجتماعات الشاغرة، إلى تأجيل نقاط جدول الأعمال المرتبطة بانتخاب نائبه، وانتخاب كاتب المجلس ونائب، مع إعلانه عن رفض استقالة نائب الكاتب الحالي، والمرشح لمنصب الكاتب بديلا لسفيان الدريسي المستقيل.

لكن، لماذا تم تأجيل انتخاب النائب العاشر للرئيس البقالي؟ وهل أصابت “لعنة” البوصيري التحالف المسير لجماعة فاس ومقاطعاتها؟

مصادر من “التجمع الوطني للأحرار” بجماعة فاس أجمعت، في تصريحات لجريدة “الديار”، أن حزب “الحمامة” غير معني بتاتا بالجدل الذي خلفه ترشح فيصل اللبار، عن حزب الاتحاد الدستوري، لشغل منصب النائب العاشر للعمدة، لمنافسة سعد اقصبي، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي.

وأضافت المصادر “التجمعية” أنها ملتزمة بتعليمات قيادة الحزب وبمخرجات “التحالف” التي تم الاتفاق عليها سابقا، بحصول حزب “الوردة” على المنصب الشاغر الذي كان يشغله الاتحادي البوصيري، قبل أن تصف “التكوليس” الذي عاينته جريدة “الديار” أمس الأربعاء بـ”العبث”.

إجماع مستشاري “الحمامة” والتزامهم بالتصويت لصالح مرشح “الاتحاد”، وفق رواية من تحدثت إليهم “الديار”، قابله شبه إجماع، بالتصويت لصالح مرشح حزب “الحصان”، من طرف مستشاري حزب الاستقلال.

“لدينا تعليمات من الأمين العام بالتصويت لصالح مرشح حزب الاتحاد الدستوري”، تورد مصادر استقلالية بجماعة فاس، قبل ان توضح، في نفس الوقت أن الحزب يطمح في الحصول على منصب نائب كاتب المجلس، الذي يشغله “تجمعي” حاليا.

وعن مصير “التحالف”، أشارت المصادر، من حزب “الميزان”، أن حزب الاتحاد الاشتراكي أول من اساء للتحالف في بياناته وتهديده أكثر من مرة برفض التصويت على ميزانية الجماعة، معبرين عن إصرارهم على التصويت على اللبار.

“السياسة أخلاق أولا، وقبل كل شيء”، يقول مستشار بجماعة فاس عن حزب الأصالة والمعاصرة لجريدة “الديار”، مستنكرا رغبة البعض، لم يحددهم، في الانقلاب على “التحالف”.

وزاد المتحدث نفسه أن ما يحدث بجماعة فاس يفضح الشعارات الزائفة حول تخليق الحياة السياسية وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي والتصويت.

رأي عضو “البام”، يأتي على النقيض تماما من رأي زميله في الحزب ومجلس جماعة فاس، الذي أكد على تصويته لصالح مرشح الاتحاد الدستوري بسبب مواقف حزب “الوردة” السابقة وبلاغاته، التي طعنت “التحالف” في الظهر، وفق تعبيره.

ليس هذا فقط، بل أكد المتحدث نفسه على أن خروج “الاتحاديين من الأغلبية لن يغير شيئا في المعادلة، مشددا على أن المجلس الجماعي لفاس لا يحتاج لأصوات مستشاري “الوردة”.

هل تنطبق مقولة “اتفق العرب على الا يتفقوا” على أعضاء المجلس الجماعي لمدينة فاس؟ كما جاء على لسان عضو في المعارضة في دردشة مع جريدة “الديار”، قبل أن يحمل المسؤولية إلى قيادة الأحزاب المكونة للتحالف بفاس، لاختيارها نماذج لا رابط بينها وبين السياسة “غير الخير والإحسان”، والبحث عن المصلحة الخاصة على حساب المدينة العلمية.

يشار إلى أن منصب نائب العمدة ظل شاغرا لأزيد من سنة، حيث فشل المجلس في تعويض البوصيري، في دورة فبراير العادية لسنة 2024 بعد “الفيتو” على ترشح ياسر جوهر للمنصب، ليتكرر، ربما، الأمر، في دورة فبراير العادية لهذه السنة.